آخر الأخباراخبار الفن والثقافة › اللحظة الفنية الابداعية في اختتام ندوة «الرواية العربية والايديولوجيا»

صورة الخبر: اللحظة الفنية الابداعية في اختتام ندوة «الرواية العربية والايديولوجيا»
اللحظة الفنية الابداعية في اختتام ندوة «الرواية العربية والايديولوجيا»

بعد أن تواصلت على مدى ثلاثة أيام "26/27/28 فبراير/شباط" اختتمت بمدينة قابس التونسية ندوة "الرواية العربية والايديولوجيا" مساء الأحد 28 فبراير/شباط2010 بحضور نخبة من الباحثين والجامعيين والمبدعين من عدة دول عربية.

وقد نوقشت في هذه الندوة عديد البحوث والدراسات والقضايا التي تهم موضوع الرواية العربية وعلاقتها بالايديولوجيا، والتي عادة ما تكون نتيجة طبيعية لتأثيرات الواقع العربي النابض بالايديولوجيا، ولفتت عدة مداخلات الانتباه بما توفرت عليه من تحليل عميق للقضية المطروحة على غرار مداخلة الناقد التونسي محمود طرشونة الذي تطرق إلى مسألة "الاسقاط الايديولوجي في النقد النسوي" وربط علاقة الايديولوجيا باللغة التي تتجاوز وظيفة التبليغ لتصبح هي بدورها فخا إيديولوجيا قد يسقط فيه المبدع دون شعور. كذلك من المداخلات الأخرى التي أثارت نقاشا بين الجمهور الحاضر نذكر محاضرة الروائي السوري نبيل سليمان التي جاءت بعنوان "الايديولوجي في الرواية العربية من السفور إلى الحجاب" ومحاضرة الناقد التونسي مصطفى الكيلاني من جامعة سوسة المعنونة بـ"مراتب الاستعارة وأبعادها الايديولوجية في اشتغال الظاهرة الروائية العربية". وقدم الروائيان التونسي فرج لحوار والعراقي عبد الرحمان مجيد الربيعي شهادتهما حول تجربتهما الابداعية وتعالقها مع الواقع الذي كان له تأثير كبير خاصة وقد تميز في تلك الفترة بالصراعات الايديولوجية الكثيرة والتجاذبات القطبية السياسية.

وتراوحت المداخلات بين الجانب التنظيري الأكاديمي والجانب التطبيقي الذي تطرق لتفاصيل أعمال ابداعية تنهل من الايديولوجيا وتسعى إلى توظيفها مثل رواية الكاتب الجزائري واسيني الأعرج "سوناتا لأشباح القدس" التي حاول تحليلها الباحث الجامعي التونسي رضا بن صالح ولا ننسى أيضا مداخلة الباحث والكاتب محمد الباردي الذي تعرض لـ"الايديولوجي في "عزازيل" يوسف زيدان" وأما "التسلط الايديولوجي في رواية "تجربة في العشق" للطاهر وطار" فقد كان عنوان مداخلة الباحثة التونسية سلوى السعداوي من جامعة القيروان. وقدم الباحث الجزائري العموري الزاوي مداخلة بعنوان "فاعلية الشخصية الروائية في أدلجة الخطاب السردي". ولا ننسى أيضا مداخلة الأكاديمية والكاتبة السورية شهلا العجيلي التي جاءت بعنوان "الرواية العربية من تشظي الايديولوجيا إلى المراوغة النسقية"، وعموما كانت أشغال الندوة فرصة لاسترجاع عدة نظريات أدبية نقدية تعرضت لعلاقة السردي بالايديولوجي فحضرت أسام مثل هابرماس وماكس فيبر وإنجلس وماركس ولوكاتش وانفتحت النقاشات لتشمل مسألة تداخل الأجناس الأدبية داخل الرواية وعلاقة الرواية "كنوع إمبريالي" ببقية الأجناس وتعدد مفهوم الايديولوجيا الذي استحال إلى إيديولوجيات وكان النقاش أيضا حول مسألة اللغة التي تتحول في كثير من الأحيان في الأثر الابداعي إلى سلطة تحكم ايديولوجياتها وكذلك التأثيرات المختلفة المحيطة بالكاتب الذي لا يستطيع أن يكون إلا متمثلا للواقع ولو بصورة تخييلية فنية ولكن البيئة العربية حتما مؤثرة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لأن كل ما فيها ينبض بالايديولوجيا. ولأننا أردنا مزيد تسليط الضوء على هذه الندوة المهمة والدخول في بعض تفاصيلها، ههنا حوار مع الناقد والكاتب محمد الباردي مدير "مركز الرواية العربية بقابس" تحدث فيه عن هذه الندوة وآفاق ومستقبل هذا المركز الذي يسعى إلى خدمة الرواية العربية بكل مدارسها واتجاهاتها.

*الرواية العربية والايديولوجيا، لماذا هذا العنوان؟ ولماذا الآن؟
- لقد أردنا أن يكون عنوان هذه الندوة التي تنظمها جمعية الرواية العربية بقابس "الرواية والايديولوجيا" لنعود من جديد إلى طرح مسألة المعنى، فقد لاحظنا أن الدراسات المتعلقة بالرواية طيلة أكثر من عقدين تنشغل أكثر بقضايا الأشكال وهيمنة الدراسات السردية على المشهد النقدي المتخصص في تونس. ومن هنا يكون الحديث عن الايديولوجيا في الرواية حديثا عن المعنى. ويظل السؤال الأصح: كيف تحضر الايديولوجيا في عصر تهاوت فيه الايديولوجيات الكبرى داخل نوع أدبي حديث هو الرواية التي تزعم أنها قادرة على طرح قضايا العصر ومشاغل الناس. فالموضوع تدعوه الظروف الحضارية التي نعيشها اليوم بل السياسة الثقافية.

* هل يستطيع الكاتب العربي اليوم التنصل من الايديولوجيا في كتاباته في واقع عربي كل ما فيه ينبض باسم الايديولوجيا والسياسة؟ وهل يعتبر هذا البعد نقيصة في الأثر الابداعي؟
- ليست هناك قضية تنصل من الايديولوجيا أو قضية انخراط فيها. كل نص إبداعي ينتج إيديولوجيته والنص الروائي أكثر النصوص قدرة على تشغيل نظامها التقويمي، والقضية هي كيف يستغل نظام التقويم هنا؟ وكيف يتجلى داخل النص؟
فالشكل الروائي برمته ينتج نظامه الفكري والمسألة في النهاية لا تتجاوز مسألة السفور والحجاب. فقد تكون الايديولوجيا فكرة جلية وقد يتقلص حضورها ويجب أن نبحث عنه عبر رفع القناع. ونتيجة لذلك لا يعتبر البعد الايديولوجي نقيصة، الايديولوجيا هي عنصر مؤسس للنص، منخرط فيه، تابع لإنشائيّته يظهر في مستويات عديدة "الحكاية /السارد/ الشخصيات/ المقامات" ولكنه إذا تحولت الرواية إلى نظام فكري فج فإن ذلك يسيء إلى الابداع وفي كل الحالات نحن نتحدث عن النصوص التراثية في الرواية العربية التي تحضر فيها الايديولوجيا لتعبر عن اختيار فكري وحجاجي وفي هذا السياق يمكن أن أحيلك على سبيل المثال على تجربة الكاتب الراحل عبد الرحمان منيف.

* هل نستطيع التأريخ للرواية العربية دون الدخول في جبة الايديولوجيا؟
- عندما نريد أن نؤرخ للرواية العربية نعتمد في الحقيقة على عناصر كثيرة. لكنها عرفت اتجاهات مختلفة ومتنوعة والبعد الفكري داخل الرواية ليس إلا عنصرا من هذه العناصر.

* لماذا هذا الانحياز الواضح من المركز للرواية وليس لأجناس أخرى من الكتابة كالشعر والقصة والمسرح؟
- ليست المسألة مسألة انحياز للرواية. فعندما تؤسس جمعية ثقافية فإنك تختار المجال الثقافي الذي تريد أن تتحرك فيه واختيار الرواية لأنني على المستوى الشخصي أكتب الرواية وأدرسها في الجامعة وألفت فيها كتبا نقدية.
وعلى المستوى الموضوعي الآن الرواية هي النشاط الابداعي المتميز فنحن كما يقال في زمن الرواية.
* هناك العديد من النقاد والمبدعين الذين أصبحوا ينظرون اليوم لهذا التداخل بين الأجناس الأدبية وضرورة طرح مفهوم جديد للكتابة يبتعد عن الطرح الكلاسيكي، فهل أنت مع هذا الرأي؟
- الرواية بكل بساطة نوع أدبي هجين ذو قدرة كبيرة على استيعاب الخطابات الأدبية المختلفة والمتنوعة، إذ يمكن لك في الرواية أن تقول كل شيء وتوظف كل الأنواع الأدبية الأخرى. يقول بعضهم إنه نوع امبريالي. لكنها من ناحية أخرى أقدر الاجناس الأدبية على استيعاب قضايا المجتمع ومشاغله ولذلك يقولون إنها ديوان العرب في هذا العصر.

* لا تخفى على أحد أهمية الجانب التوثيقي فهل تفكرون في توثيق أشغال الدورات السابقة وإصدارها في كتاب تعميما للفائدة وحفظا للذاكرة؟
- أكيد أننا نفكر في الجانب التوثيقي لهذه الدراسات والمداخلات المهمة التي تقدم في الندوة ولكن في دورات سابقة كانت لنا بعض العوائق وسنحاول أن نتلافاها وسنقوم بإصدار أعمال هذه الندوة في كتاب يحفظها من التلف.

* ما هي نشاطات "مركز الرواية العربية بقابس" طيلة أيام السنة وبعيدا عن هذه الندوة؟
- نشاطنا العادي يتمثل في تقديم النصوص الروائية الجديدة والسعي إلى جمع ما ينشر من نصوص في تونس وما يكتب عنها كمرحلة أولى ليتحول هذا المركز إلى مؤسسة بحثية.
وبالاضافة إلى ذلك يسعى المركز إلى خدمة الرواية العربية عامة والتونسية خاصة إذ أن ندواتنا السنوية تنشغل أساسا بدراسة النصوص الروائية ومتابعتها متابعة نقدية.

المصدر: العرب أون لاين- عبد المجيد دقنيش

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على اللحظة الفنية الابداعية في اختتام ندوة «الرواية العربية والايديولوجيا» (1)

فطيمة‏20 ‏مارس, ‏2010

الرواية بالفعل هي اعمق نوع ادبي يمكنه رصد المجريات و الاحداث و الايديولوجيا بطريقة لغوية جميلة و يلعب االخيال الدور الاساسي في اضفاء هذه الجمالية على الرواية و احسن مثال على ذلك رواية ذاكرة الجسد للكاتبة الجزائرية احلام مستغانمي

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
8426

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

سجل في النشرة الاخبارية في نور الله
أخبار المسلمين الأكثر قراءة
خلال 30 أيام
30 يوم
7 أيام