هل يؤثر التوتر على الجهاز الهضمي؟

التوتر

الحياة صعبة مليئة بالتحديات تحملنا مسؤليات عدة ومطلوب منا أن نسابق الزمن ونؤديها جميعًها على أكمل وجه مما يسبب لنا التوتر والضغط النفسي الشديد وهما عوامل نفسية تأثيرها يمتد للجسد أيضًا وهذا مايعرف بالأمراض النفسجسمية فالنفس والجسد مرتبطان بشكل وثيق ويؤثر التوتر على كامل جسدنا فيسبب أعراضًا كثيرة منها التعب والإرهاق وضعف التركيز والصداع والأرق وإضطرابات النوم ومشاكل في التنفس وقد يمتد تأثيره لجهاز المناعة بالجسم فيضعفه ومن أسوء تأثيرات التوتر والضغط النفسي تأثيره على الجهاز الهضمي، فهو يؤثر على المعدة ويكثف إنتاج الحمض المعوي ويؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي.

فيما يلي بعض أمراض الجهاز الهضمي والتي يسببها التوتر الشديد:

تهيج القولون العصبي: وكان يعتقد إلى وقت قريب إنه أحد أعراض المرض النفسي وليس مرضًا قائمًا بذاته، وهو مرض منتشر يصاب به حوالي خمسين بالمائة ممن يزورون عيادات الجهاز الهضمي. ووجد الأطباء أن السبب المباشر لهذا المرض هو الاضطرابات النفسية من قلق وتوتر واكتئاب ووسواس وإضرابات الشخصية وإضرابات القولون تنتج عن إضطراب في النواقل الكيميائية بين الخلايا العصبية بالزيادة أو النقصان ولذلك فالعلاج يتضمن العلاج الدوائي وجلسات العلاج النفسي .

عسر الهضم النفسي العصابي: وأعراضه تشبه أعراض قرحة المعدة والإثنى عشر وأعراضه كثيرة وليست لها سبب عضوي وهذه الأعراض مثل ألم بالمعدة متكرر، قيئ غثيان، انتفاخ، اضطراب حركة المعدة ونوبات إسهال أو إمساك وشعور بعدم الإرتياح. ووجد أن من أسباب هذا المرض الاضطرابات النفسية والقلق والتوتر فإن الجهاز العصبي المركزي له صلة وثيقة بالجهاز الهضمي فالإضطرابات النفسية تعزز إنتاج الأدرينالين في الجسم الذي بالتبعية يزيد من حركة وإضطراب الجهاز الهضمي وكذلك إضطرابات الجهاز الهضمي تسبب إضرابات بالجهاز العصبي المركزي. أكثر الناس عرضة لهذا المرض هم الأفراد الذين لديهم شعورًا بالمسؤلية عالي والحريصين على أن يظهرو أمام الأخرين بصورة الكمال والشخصيات العصبية والقلقة وذات الحساسية العالية والذين يعانون من المخاوف المرضية كالرهاب والفزع والوسواس القهري والاكتئاب وبعض هؤلاء المرضى تصل حالتهم للإصابة بخوف نفسي من البلع فيمتنعون عن الطعام إذ يهيأ لهم أن الطعام سيتسبب في إنسداد قناة البلع وسيختنقون ويموتون.


قرحة المعدة والإثنى عشر: هناك إرتباط وثيق كما أوضحنا بين التوتر والقلق وبين اضطرابات المعدة ومن جهة أخرى هناك إرتباط وثيق بين إضطرابات المعدة وقرحة المعدة والإثنى عشر والشخص ذو الشخصية الإنفعالية والمعرض لهذه القرح يسمى بالشخصية القرحية ومن أكثر الناس عرضة لهذه القرح الأشخاص ذات الطموح العالي والأشخاص الذين يعانون صراعات نفسية وهكذا فإن العلاج الدوائي لا ينجح بمفرده فهو يحتاج معه علاج نفسي.

المصدر: ladiezcorner