خادم الحرمين الشريفين يفوز بجائزة الملك فيصل في مجال خدمة الإسلام
أعلن أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية، ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية مساء اليوم أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 2008م، في فروع الجائزة، وهي خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية واللغة العربية والأدب والطب والعلوم.
وقد فاز بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ومقدارها 200 ألف دولار تقديـراً لإنجازاتـه الجليلـة، التي تمثلت - داخل المملكة - في تحقيق العديد من المشروعات الرائدة اقتصادياً واجتماعياً وفكرياً وتعليمياً وعمرانياً.
أما على الصعيد الخارجي فقد تمثَّلت إنجازات خادم الحرمين الشريفين في الوقوف بحزم مع الحق بالنسبة لقضايا الأمة العربية والعالم الإسلامي، وخاصة قضية فلسطين، وبذل كل ما يُستطاع لإصلاح ذات البين بين الأشقاء من العرب والمسلمين، ومدّ يد العون السخيّة للمحتاجين من المسلمين وغيرهم، والعمل على تحقيق السلام العادل، ودعوته علماء المسلمين في مختلف فروع المعرفة لاجتماع في مكة وضعوا فيه خطة لنهضة المسلمين، وتبنَّاها قادة العالم الإسلامي، ووقوفه ضد الإرهاب أيا كان القائمون به، ومناداته بأهمية الحوار بين الأديان والحضارات لتعزيز التسامح والأمن بين شعوب العالم.
كما فاز بجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والآداب، وموضوعها "قضايا المصطلحية في اللغة العربية"، مناصفة البروفيسور أحمد مطلوب الناصري (العراقي الجنسية)، أستاذ البلاغة والنقد ورئيس المجمع العلمي العراقي بالوكالة، والبروفيسور محمد رشاد محمد الصالح حمزاوي (التونسي الجنسية)، أستاذ اللغة العربية ورئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة السلطان قابوس سابقا.
وقد مُنح البروفيسور أحمد مطلوب الجائزة تقديراً لجهوده المتميّزة في خدمة المصطلح العربي من خلال علمه الغزير، وإحاطته بالمصطلحات البلاغية والنقدية ومعرفته الدقيقة بالنصوص الأساسية والثانوية من حيث خصائصها وطريقة انتظامها وترابط مكوناتها المصطلحية، وأعماله التي تمثل إنجازاً مرجعياً مهماً وأصيلاً في رصد تلك المصطلحات وتطورها التاريخي مع تنظيمها وعرضها وفق قواعد علمية راسخة وواضحة المعالم.
أما البروفيسور محمد رشاد حمزاوي فقد مُنح الجائزة تقديراً لجهوده العلمية المتميّزة في استقراء وجوه من المصطلح العربي في القديم والحديث، مع السعي إلى تطوير نظرية لعلم المصطلح في إطار المعجمية عامة والمصطلحية خاصة، والعمل على بلورة خطة منهجية إجرائية لصياغة المصطلح في العربية. وقد عزَّز معرفتَه بالتراث وعي عميق بالمصطلحية الحديثة، وما تطرحه من قضايا وإشكالات حرص على توظيفها في خدمة العربية من خلال المصطلح العلمي.
وفاز بجائزة الملك فيصل العالمية في مجال الطب وموضوعها "طب الحوادث"، مناصفة بين البروفيسور دونالد دين ترنكي (الأمريكي الجنسية)، أستاذ الجراحة بقسم الجراحة العامة بجامعة أوريقن للصحة والعلوم. والبروفيسور باسل آرثر بروت (الأمريكي الجنسية)، أستاذ الجراحة الاكلينيكي في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس. والبروفيسور دونالد دين ترنكي، الأمريكي الجنسية، من أعظم روّاد طب الحوادث. وقد أنشأ نظاما فعالاً لعلاج المصابين في الحوادث – بمن في ذلك مرضى القلب ومن زرعت لهم أعضاء - ، ونشره على مستوى العالم.
كما ساهمت أعماله وبحوثه في قيام مستشفيات جراحة متحركة. وهذا ما أدَّى إلى إنقاذ حياة الكثير من المصابين.
أما البروفيسور باسل آرثر بروت، الأمريكي الجنسية، فمشهود له عالميا رائداً في مجال جراحة الحروق الخطيرة وعلاجها والتعامل معها. وقد تناولت بحوثه خلال الخمسين عاما الماضية، جوانب شتى متعلقة بالحروق ومشاكلها، وأدت إلى تحسن كبير في أساليب علاجها.
كما فاز بجائزة الملك فيصل العالية في مجال العلوم وموضوعها "علم الحياة"؛ للبروفيسور رودجر فينر (الألماني الجنسية)، الأستاذ بجامعة زيورخ بسويسرا.
والبروفيسور فينر أحد أبرز علماء بيولوجية الجهاز العصبي والسلوك في العالم. وقد تركزت بحوثه في دراسة كيفية تحكّم نملة تزن حوالي واحد من مئة من الجرام بواسطة دماغها الذي يبلغ وزنه حوالي واحد من عشرة آلاف من الجرام في تحديد الاتجاهات والملاحة في الصحراء، مبينا القدرات العصبية والبصرية المذهلة لهذا الكائن الحيّ .
وقد فتحت بحوثه الباب أمام الكثير من الباحثين في العالم لاستخدام نماذج مماثلة لبلورة المفاهيم المختلفة وأساليب البحث الصحيحة لفهم تطوّر الأجهزة العصبية، وطريقة عملها، وكيفية تحكمها في السلوكيات.
أما جائزة الدراسات الإسلامية فقد حجبت هذا العام لعدم استيفاء الأبحاث المقدمة لشروط الجائزة. وأعلن الدكتور عبد العثيمين الأمين العام للجائزة موضوعات الجائزة للعام القادم، وهي في مجال الدراسات التي تناولت الفكر العمراني البشري عند علماء المسلمين.
من جانبه أعلن الأمير خالد الفيصل مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية أن حفل تسليم الجائزة لهذا العام يصادف الذكرى الثلاثين للجائزة، وتستعد جائزة الملك فيصل العالمية للاحتفال بجميع العلماء والمفكرين، الذين حصلوا على الجائزة منذ إنشائها، مؤكدا إنه تم توجيه الدعوة لجميع العلماء المفكرين، الذين حصلوا على الجائزة، وقد استجاب سبعين عالما ومفكرا.
وقال الأمير خالد الفيصل سيتم تكريهم جميعا ووضع برامج علمية وأكاديمية لهم مع مختلف الجامعات ومراكز الأبحاث السعودية، وتقدر القيمة المالية للجائزة في فروعها الخمسة بمبلغ ثلاثة ملايين و 750 ألف ريال سعودي (مليون دولار) بواقع 200 ألف دولار للفائز أو الفائزين في كل فرع، إضافة إلى ميدالية ذهبية وشهادة براءة الجائزة.
ويرشح للجائزة الشخصيات التي ساهمت في خدمة الإسلام ورجال الأدب العربي والبارزين في مجالات الطب والعلوم. وتمنح الجائزة مؤسسة الملك فيصل الخيرية التي تم تأسيسها على يد أبناء الملك فيصل بن عبد العزيز ثالث ملوك المملكة العربية السعودية بعد عام واحد من وفاته أي في عام 1976م، وبدأت في منحها لأول مرة اعتبارا من 1979م.
وتهدف المؤسسة إلى إحياء جهود الملك فيصل في خدمة الأمة الإسلامية، وإرساء القيم الدينية والنهوض بمستويات المعيشة للمسلمين بالدول الفقيرة أو المجتمعات في الدول غير الإسلامية من خلال مشروعات لتطوير الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!