أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية دراسة جديدة بعنوان "المقاتلون العائدون من صفوف داعش .. المعضلة والفرصة البديلة" تناول فيها المعضلة الأهم التي تواجه مختلف دول العالم، وهي فرار المقاتلين الأجانب من مناطق سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي وعودتهم جراء الخسائر الفادحة التي مُنِيَ بها التنظيم وفقدانه جُلَّ الأراضي التي سيطر عليها لفترات طويلة، والتحديات التي تواجه دول العالم جرَّاء هذا الفرار الجماعي للمقاتلين الأجانب وعودة بعضهم إلى دولهم الأصلية، وهروب البعض الآخر إلى دول الجوار، إضافة إلى تسلل بعض العناصر إلى مناطق سيطرة التنظيم في دول أخرى.
وتكمن المشكلة في تخوفات مختلف الدول والحكومات من إقدام الفارين من داعش على ممارسة العنف والإرهاب داخل حدود دولهم وعلى أراضيهم، ما يعرض سلامة الوطن وأمن المواطنين للخطر، خاصة مع عدم وجود بيانات واضحة وتفصيلية لهؤلاء العائدين، وإمكانية تسللهم إلى داخل الدول دون لفت انتباه أجهزة الأمن وجمع المعلومات، ما يشكل تهديدًا آخر في السياق ذاته.
إضافة إلى ذلك، تتخوف الكثير من الدول والمؤسسات الأمنية من إمكانية انتقال مقاتلي داعش من سوريا والعراق هربًا من الملاحقة الأمنية والعسكرية، والالتحاق بالعناصر الداعشية في المناطق والدول المجاورة، ما يشكل تهديدًا للدول التي يوجد بها خلايا تابعة لتنظيم "داعش" تتركز في بقعة بعينها، وهو تحدٍّ مُلِحٌّ يواجه دولًا كثيرة في المغرب العربي ومصر واليمن ونيجيريا والكاميرون وتشاد والصومال.
تخوُّفٌ آخر يظهر في الأفق، وهو احتمالية الانتقال بين التنظيمات التكفيرية والإرهابية، كما هو الحال بين القاعدة وداعش، خاصة مع أفول نجم داعش وبروز قوة القاعدة وإعادة لملمة صفوفها وتنظيم قوتها، ويعضد من هذا الاحتمال حالة الضعف الديني لدى العناصر الإرهابية، وهو الأمر الذي أكدته العديد من الدراسات التي أجريت على أفراد انضموا لداعش، حيث أشارت دراسة حديثة لمكتب مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة صدرت في أغسطس الماضي 2017 وشملت 43 عنصرًا عائدًا لوطنه من 12 دولة مختلفة أغلبهم يعاني من نقص المعرفة الأساسية بالإسلام ومبادئه ولكن أغرتهم العاطفة ووعود الخلافة المزعومة فقط.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!