حث سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمته على الحب فى الله تعالى وورد الكثير من الأحاديث النبوية التى تتحدث عن منزلة المتحابين فى الله ومنها ما ورد عن مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ»، رواه الترمذى، حديث حسن صحيح.
وقال الإمام صفى الرحمن المباركفوري فى كتابه تحفة الأحوزى لشرح لسنن الترمذي، أن قوله –صلى الله عليه وسلم- : « الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي»، أي لأجل إجلالي وتعظيمي، أما قوله: «لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ»، الغبطة بالكسر وهي تمني نعمة على ألا تتحول عن صاحبها، وهى بخلاف الحسد فإنه تمني زوالها عن صاحبها، فالغبطة في الحقيقة عبارة عن حسن الحال، وقد قيل في القاموس: أن الغبطة حسن الحال والمسرة فمعناها الحقيقي مطابق للمعنى اللغوي.
وأضاف المباركفوري فى شرح الحديث، أن معنى الحديث أن المتحابين لأجل الله تعالى سيستحسن أحوالهم الأنبياء والشهداء، وقال القاضي: كل ما يتحلى به الإنسان أو يتعاطاه من علم وعمل، فإن له عند الله منزلة لا يشاركه فيها صاحبه ممن لم يتصف بذلك وإن كان له من نوع آخر ما هو أرفع قدرا وأعز ذخرا فيغبطه بأن يتمنى ويحب أن يكون له مثل ذلك مفهوما إلى ما له من المراتب الرفيعة أو المنازل الشريفة.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!