آخر الأخباراخبار المسلمين › ما حكم أصحاب الكبائر ؟

صورة الخبر: ما حكم أصحاب الكبائر ؟
ما حكم أصحاب الكبائر ؟

يقول الإمام الطحاوي (وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون إذا ماتوا وهم موحدون ، وإن لم يكونوا تائبين ، بعد أن لقوا الله تعالى عارفين ، وهم في مشيئة الله وحكمه إن شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله ... )

أشار بقوله (وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون إذا ماتوا وهم موحدون) إلى الرد على قول الخوارج والمعتزلة القائلين بتخليد أهل الكبائر في النار. وتخصيصه أمة محمد صلى الله عليه وسلم يفهم منه أن أهل الكبائر من غيرهم قبل نسخ تلك الشرائع به حكمهم مخالف، وفيه نظر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ولم يخص أمته بذلك بل ذكر الإيمان مطلقا.

وقوله : (وإن لم يكونوا تائبين) لأن التوبة لا خلاف أنها تمحو الذنوب وإنما الخلاف في غير التائب.

وقوله : (بعد أن لقوا الله تعالى عارفين) لو قال مؤمنين بدل قوله عارفين كان أولى، لأن من عرف الله ولم يؤمن به فهو كافر وإنما اكتفى بالمعرفة وحدها الجهم وقوله مردود باطل كما تقدم. وكأن الشيخ رحمه الله أراد المعرفة الكاملة المستلزمة للاهتداء التي يشير إليها أهل الطريقة وحاشا أولئك أن يكونوا من أهل الكبائر بل هم سادة الناس وخاصتهم.

وقوله : (وهم في مشيئة الله وحكمه إن شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله..) فصل الله تعالى بين الشرك وغيره لأن الشرك أكبر الكبائر كما قال صلى الله عليه وسلم، وأخبر الله تعالى أن الشرك غير مغفور وعلق غفران ما دونه بالمشيئة، والجائز يعلق بالمشيئة دون الممتنع. ولو كان الكل سواء لما كان للتفصيل معنى. ولأنه علق هذا الغفران بالمشيئة وغفران الكبائر والصغائر بعد التوبة مقطوع به غير معلق بالمشيئة كما قال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( [الزمر:53]. فوجب أن يكون الغفران المعلق بالمشيئة هو غفران الذنوب سوى الشرك بالله قبل التوبة.

لكن ثم أمر ينبغي التفطن له وهو أن الكبيرة قد يقترن بها من الحياء والخوف والاستعظام لها ما يلحقها بالصغائر، وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء وعدم المبالاة وترك الخوف والاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر. وهذا أمر مرجعه إلى ما يقوم بالقلب وهو قدر زائد على مجرد الفعل. والإنسان يعرف ذلك من نفسه وغيره.

وأيضا فإن فاعل السيئات يسقط عنه عقوبة جهنم بنحو عشرة أسباب عرفت بالاستقراء من الكتاب والسنة.

المصدر: المحيط

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على ما حكم أصحاب الكبائر ؟

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
984

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

سجل في النشرة الاخبارية في نور الله
أخبار المسلمين الأكثر قراءة
خلال 30 أيام
30 يوم
7 أيام