آخر الأخباراخبار المسلمين › هل ما يتعرض له الإنسان من مصائب وغم دليل على غضب الله؟

صورة الخبر: الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن كثيرا من الناس عندما يحدث له شيء من الكَدَر، من الهموم، من المصائب، من الكوارث، من الأزمات فإنه يظن أن الله قد غضب عليه، ولكن هذه هي طبيعة الدنيا التي خلقها الله سبحانه وتعالى.

وأضاف "جمعة"، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الله خلق الأشياء، وقدَّر لها أقدارها، خلق النار وجعلها مُحْرِقة، وجعل الإنسان يطلب منها الدفء، جعلنا إذا وضعنا فيها اللحم يحدث شوي للحم، جعلها عندها طاقة وحرارة، خلق الله سبحانه وتعالى الشمس وهي مضيئة، وهذه الإضاءة تسبب النهار، خلق سبحانه وتعالى البحر، وأوجد فيه ماءً، وهذا الماء يُحْدِث البَلل، يعني لو الواحد ألقى نفسه في البحر يبتل، فلا يتعجب إذا ما ألقى نفسه في البحر فابتل، ولا يقول: لماذا قدَّر الله عليَّ البلل؟ وهل هذا غضبٌ من عنده؟ وهل أنا فعلت شيئًا؟ ويبدأ أولًا: في التبرّم، ثانيًا: في الحَيْرة، والتردد، ثالثًا: في عدم الثقة لا بالنفس، ولا بالله .

وأشار الى أن لإزالة هذا التوهّم، فإن أصل الدنيا فيها الكدَر، فلا تستغرب الدنيا إذن ما دامت دنيا، وهذه صفتها؛ فإن الأكدار جزء لا يتجزأ من حقيقتها، هي الدنيا ولأنها دنيئة، ومن الدنو، ومن الدناءة، الدنيا أبرزت الأكدار، وأبرزت المصائب، والشواغل، والهموم، والأزمات، والكوارث، والأمراض، ما هو هذا مستحق وصفها، كيف تكون إذن من الدناءة؟ وهل يجوز أن تنعتها بهذه النعوت القبيحة، ولأنها كذلك فهي لا يُسْتَغرب أبدًا منها أن تُبرز، وأن تُظهر الأكدار، هذه الحقيقة تجعل معك ميزان للتعامل، ولقياس التعامل مع الدنيا، عندما تأتي المصائب تعرف حقيقتها هكذا الدنيا.

وتابع جمعة: ما الذي يُفيده لك هذا الشعور؟ المساعدة على الصبر؛ لأن الصبر مُرْ، والصبر صعب، والصبر فيه معالجة للنفس، وكَبْح هذه النفس، فكيف تستعين على الصبر؟ تستعين على الصبر بأنك مهيأ، وفاهم أن هذا أمر عادي، لو أنك فَهِمت إنه هذا أمر يعني أصابك أنت وحدك، وأن هذا الأمر فريد في نوعه، وأنه كيف يحدث هذا؛ تُصاب بالحيرة، ولكن فوق هذا تُصاب بالجزع، ولذلك لما رأى النبي ﷺ هذه المرأة التي مات لها ابنها، وهي تبكي، وتَلْطِم، وكذا؛ فقال لها: «اصبري»، قالت: «عليك عني» ولم تكن تعرف أن الذي يُكلمها هو رسول الله ﷺ من شدة حزنها، واستغراقها في الحزن، وانشغالها في هذا الجزع، وأخبروها هذا رسول الله فقامت تجري وراءه، وقالت: «يا رسول الله» -يعني لم أعرفك-، فقال لها: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى».

واستطرد: يأتي الصبر عند الصدمة الأولى؟ بالمعرفة المُسَبَّقة، بالتربية، بالفَهْم، بأن نتحقق بهذه الحكمة «لاَ تَسْتَغْرِبْ وُقُوعَ الأَكْدَارِ مَا دُمْتَ في هَذِهِ الدَّار» هذه كلمة جميلة نحفَظها «لاَ تَسْتَغْرِبْ وُقُوعَ الأَكْدَارِ مَا دُمْتَ في هَذِهِ الدَّار» فعندما تأتيني الواقعة، والحادثة، والنازلة، تجدني وأنا مستحضر هذه الحقيقة تساعدني على الصبر، وعدم الجزع، تساعدني بذلك ما دمت هصبر، ما الذي يحدث بعد الصبر؟ ما نتيجة الصبر؟ التسليم والرضا بقضاء الله، ويقول النبي ﷺ: «إِنَّ الْعَيْنَ لتَدْمَعُ، وَ إِنَّ الْقَلْبَ ليَحْزَنُ، وَإِنَّا على ِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ، ولا نقول ما يُغْضِبُ الله» لأنه في تربية سابقة، وفي مفاهيم سابقة مستقرة في النفس البشرية؛ ولذلك إذا ما تحققنا بهذه الحكمة؛ فإنها تساعدنا كثيرًا على إنشاء هذه النفس المُتخَلِّقة بالأخلاق النبوية المصطفوية عليه الصلاة والسلام.

قال مجمع البحوث الإسلامية، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حذر من فعل شائع يقع فيه الكثير من الناس بسهولة خاصة في هذا العصر، منوهًا بأن هذا الفعل يعرض صاحبه لغضب الله سبحانه وتعالى، كما يلقي به في انار جهنم، ويحرمه من دخول الجنة.

وأوضح «البحوث الإسلامية» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حذر أشد التحذير من الغضب، حيث إنه الغضب قد يكون سببًا في تعرض العبد لغضب الله تعالى عليه، كما قد يحرمه من دخول الجنة ويلقي به في النار، وذلك لأن الغضب سبب الكثير من الشرور.

وتابع: فيما أن تجنب الغضب ينقذ الإنسان ويقيه التعرض لغضب الله تعالى عليه، بل ويضمن له دخول الجنة من أوسع أبوابها، منوهًا بأن الكثير من الناس يغفلون عنه، لذا نهى النبي –صلى الله عليه وسلم- عن الغضب، ولما سُئل عن عمل يُدخل صاحبه الجنة وينقذه من غضب الله عز وجل، قال «لا تغضب»، باعتباره العمل الذي يحقق للمرء كل الخير، مستشهدًا بما ورد في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عمرو -ضي الله تعالى عنهما- قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ما يمنَعُني مِن غضَبِ اللهِ؟ قال:«لا تغضَبْ».
ودلل بما جاء عن عبدالله بن عمر ، أن رجلٌ : يا رسولَ اللهِ مُرْني بأمرٍ وأقلِلْ لعلِّي أحفظُه ، قال : «لا تغضَبْ»، وورد عن أبي الدرداء، قال: قال رجلٌ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دُلَّني على عملٍ يُدخِلُني الجنَّةَ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم «لا تغضَبْ ولك الجنَّةُ»، كما جاء عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أنَّه قال يا رسولَ اللهِ علِّمْني عملًا يُدخِلُني الجنَّةَ ولا تُكثِرْ عليَّ «قال لا تغضَبْ»، وعن الألباني في صحيح الترغيب، أن لا تغضبْ . قال : ففكَّرتُ حين قال رسولُ اللهِ ما قاله ، فإذا الغضَبُ يجمعُ الشَّرَّ كلَّه

واستند لما روي عن أبو هريرة، أنه جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ فقالَ أوصِني قالَ: لا تغضَبْ، وعن أبي الدرداء قلتُ يا رسولَ اللهِ دُلَّني على عمَلٍ أدخُلُ به الجنَّةَ ، قال: لا تَغضَبْ يا أبا الدَّرداءِ ولك الجنَّةُ، وعن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو أنَّهُ سأل رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم , ماذا يُنقذُني من غضبِ اللهِ ؟ قال : لا تغضبْ، ولما سأل رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما يُباعِدُني من غضبِ اللهِ عزَّ وجلَّ قال لا تغضَبْ.

وأضاف أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرشدنا إلى أبسط الطرق للتخلص من حالة الغضب، دون الوقوع في تبعاته والانغماس فيه، فوضع الحل، الذي يجعل الإنسان يهدأ عند الغضب بمجرد أداء هذا الأمر، وقد ورد في سُنن أبي داود، أنه قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ».

المصدر: elbalad

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على هل ما يتعرض له الإنسان من مصائب وغم دليل على غضب الله؟

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
21283

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري