أسرار كونية ستغير حياتك .. أكتشف أهمية النية
كان لقائى الذى أقدمه لكم اليوم ، مع الداعية الإسلامية الفاضلة الأخت العزيزة نادية عمارة ، وعلى غير المعتاد لن يكون الحوار سؤال وإجابة ، ولكني شرحت الأمر للفاضلة نادية وتركت لها تكتب لنا ما تريد وتسترسل دون قطع مني لتوضح لنا الأمر .. وإليكم ما تفضلت به الأخت والصديقة العزيزة الداعية الإسلامية " نادية عمارة "
"من حسن إسلام المرء تركه ما لايَعْنيه"
ما أجمل هذا المبدأ النبوي وما أرفع معانيه ، فالمسلم صاحب رسالة في كل وقت و حين، ليس لديه أوقات يضيعها في القيل و القال الذي لا يسمن و لا يغنى من جوع.
إنما على المؤمن أن يشغل نفسه بمعالي الأمور و أشرافها ،و أن ينأى بنفسه عن
سَفْسَاف الأمور ، التي لا تليق بشخص ينتسب إلى الأمة المحمدية.
ولقد عدّ الرسول – صلى الله عليه و سلم - سلامة الإيمان من سلامة اللسان فكان يعلمنا موجهاً و مربياً دوماً أنه : ( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه و لا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه) .فعلى المرء أن يصون لسانه و قلبه و كل جارحة فيه، حتى يصير من جملة المؤمنين، و انطلاقاً من هذا المبدأ النبوي الشريف كان لابد على صاحب أي قلم أن يتأكد مما يكتب في حق أي إنسان وعلى كل إعلامي التأكد مما يذيع و بنشر من أخبار النـاس،وعلى القارئ أن يتخير ما يقرأ ،و ليعلم أنه سيحاسب على شراء مثل هذه الصحف،و المجلات التي تساهم في نشر عورات الآخرين، بل هدفها هي التشهير و التجريح ،بحجة فضح ما يفعلون،و قد أعطوا لأنفسهم الحق في الحكم و القضاء على الناس ،و التشهير بهم ،و غالب من يقومون بهذا لا دليل معهم ، و أفعالهم منافية في الحقيقة لما كان يفعله الرسول-صلى الله عليه و سلم-و لنا فيه أسوة حسنة ، حين كان يقول في عموم توجيهه وإرشاده : ( ما بـال أقـوام يفعلون كـذا و كـذا ). فكان إصلاحه و إرشاده بالتوجيه لا بالتوبيخ و بالتحذير لا بالتشهير و بالكناية لا بالتصريح .
فلقد أقر الإسلام النصيحة و التوجيه و النقد ،و لكن في إطار من يعرف للناس أقدارهم، وينزلهم منازلهم ، ومن التزام القنوات الشرعية للنقد البناء، والتوجيه السديد ،و احترام الجهات المختصة في التقصي و الكشف ،ثم الحكم و القضاء .
و لا يجوز التشهير بذكر الأسماء مهما كانت الأفعال،و أدعوا جميع الأحباب على طريق الله – تعالى- أن نلتزم أدب الرسول في النقد البناء.وعدم إهدار السمع والبصر فى تتبع ما لا ينفع بل يضر و عليه حساب عسير (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) سورة الإسراء.
و لابد أن نعرف أن أول من أسس قاعدة أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته ، هو رسول الهدى - صلى الله عليه و سلم- ( فقد سمع- صلى الله عليه و سلم-رجلاً يقول إني رأيت فلانأً يسرق . فقال له: لا تقل هذا. و لكن قل رايته يأخذ) .لأنه ربما له نصيب في هذا المال أو كان الاتهام باطلاً.
و الحق أن أغلب الصحف تذيع دون تأكد و دون تحرى ، و قبل أن تفصّل الجهات المختصة بالاستقصاء و البحث.و أتسائل ؟؟؟؟؟
أليس ما يكتب على صفحات الجرائد من الخوض في أعراض الناس أو على الأخص المشاهير من الشخصيات العامة....و حتى ما يذكر من اتهام لبعض الشخصيات ، دون تحقق ثم نجد القضاء يبرئهم بعد ذلك،من الذين قال الله فيهم:
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(19) النور
ثم نرى أشخاصاً يتحدثون بلسان الدين ، و الدين منهم براء ،يرددون الأحاديث دون فهم أو وعى ،و هؤلاء هم المتفيهقون– كما أسماهم النبي-صلى الله عليه و سلم-الذين يدعون العلم ، ولا علم معهم . ويقولن أقوالاً ليست من كلام النبي وإنما هي من أقوال أهل العلم الأجلاء مثل " ليس في أهل البدع غيبة" ،و " اذكروا الفاجر بفسقه لكي يحذره الناس" . و يرددون مثل قول النبي-صلى الله عليه وسلم-( من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له ) البيهقى عن أنس.
و الحقيقة أن كل هذه الأحكام خاصة بالمجاهر بالمعصية و الفسوق ،ذكر العلماء في شأنه أنه يجب ذكرهم بما تجاهروا به دون غيره، للتحذير و ليس للتشهير والتكسب ،فيحرم ذكرهم بعيب آخر،و القدوة من فعل النبي-صلى الله عليه و سلم- أنه كان ينقد فعل الشخص و لم يكن ينقد الشخص ذاته.
و أختم بحديث النبي – صلى الله عليه وسلم - الذي يقول فيه : ( يا معشر من آمن بلسانه و لم يدخل الإيمان قلبه ،لا تغتابوا المسلمين و لا تتتبعوا عوراتهم فإن من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته ،يفضحه في جوف بيته)
و يقول الله تعالى - :
(لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12)النور
و هذا الأصل القرآني يتأكد بين جميع المؤمنين بعضهم مع بعض ، و هو خاص بمسألة تناقل الأخبار و الإشاعات ، و من اللطائف في الآية؛ تعبير القرآن الكريم "بأنفسهم"
لم يقل بمن تظنون به أو بها، وإنما ألحق الظن بنفس كل واحد منا ، لأن الأصل هو
أن جميع المؤمنين كالجسد الواحد ، من شكا فيه سوء عضو كمن شكا الجسد كله.
اللهم استر عوراتنا و آمن روعتنا يا رب العالمين ..
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!