الإجابة:
الأحمدية القاديانية ليست من الإسلام، وأتباعها ليسوا بمسلمين، بل هي نِتاج لعبة استعمارية خبيثة تظاهرت بالانتماء إلى الإسلام بغرض تشويهه وإضعاف شوكة المسلمين، والإسلام منها براء. الأحمدية: هي القاديانية وقد سمت نفسها بذلك تمويها وتضليلًا وإيماء كاذبًا بأنهم ينتسبون إلى أحمد الرسول؛ كما جاء في القرآن الكريم على لسان عيسى عليه السلام ﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ [الصف: 6]. والقاديانية إحدى فئتين خبيثتين اتخذها الاستعمار مطية له وعميلة عنده في شبه القارة الهندية، والفئة الأخرى هي البهائية، وتنسب القاديانية إلى قرية قاديان إحدى قرى مقاطعة البنجاب بالهند، ومؤسس هذه النحلة الأثيمة هو المتنبئ الكذاب أو متنبئ الإنجليز غلام أحمد القادياني وهو من الفرس أو المغول، واسمه بالكامل هو غلام أحمد بن غلام مرتضى بن عطا محمد، ويقال إن آباءه من سمرقند، وقد ولد سنة 1839م ميلادية تسع وثلاثين وثمانمائة وألف في قرية قاديان، وتعلم بعض العلوم العربية وشيئًا من اللغة الإنجليزية، وكان كثير الأمراض، وكان يقول عن نفسه: أنا رجل دائم المرض. وقد نشأ غلام أحمد في أسرة خائنة عميلة للاستعمار، حيث كان أبوه غلام مرتضى صاحب رابطة وثيقة بالحكومة الإنجليزية، وكان صاحب كرسي في ديوانها، وفي سنة إحدى وخمسين وثمانمائة وألف 1851م انضم إلى معاونة الإنجليز ضد بني قومه ودينه، وأمدهم بخمسين جنديًّا وخمسين قرشًا كذا، وبعد أن درس بعض الكتب الأردية والعربية، وقرأ جانبًا من القانون، وشغل وظيفة في بلده سيالكوت ثم أخذ ينشر كتابه براهين أحمدية في عدة أجزاء، وكان قد بدأ دعوته الأثيمة سنة سبع وسبعين وثمانمائة بعد الألف، وفي سنة خمس وثمانين وثمانمائة بعد الألف أعلن أنه مجدد. وفي سنة إحدى وتسعين وثمانمائة بعد الألف ادعى أنه المهدي وأنه المسيح الموعود، وأخذ يقول: أنا المسيح وأنا كليم الله، وأنا محمد وأحمد الذي اجتباه الله وفي هذا -فوق ادعائه النبوة- يزعم لنفسه أنه هو موسى وعيسى ومحمد معًا، ولذلك كان يدّعي أنه أفضل الأنبياء، ولقد نشأ غلام أحمد مهزوز الأعصاب، يتخيل أوهامًا وخيالات غريبة، ومن مضحكاته أنه قال إنه رأى ملاكا في صورة شاب إنجليزي، وأنه رأى ملكة إنجلترا -قيصرة الهند- تعطفت وشرفته في بيته، فكان ذلك صنيعًا يستحق الحمد والشكران، ويقول نحن بأرواحنا فداء لإنجلترا وحكومتها، وإذا عصينا إنجلترا نكون قد عصينا الإسلام؛ لأن الله تعالى يأمرنا بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 59]، والإنجليز هم ولاة الأمر. ومات غلام أحمد في 26 من مايو سنة 1908م في مدينة لاهور، ودفن في قرية قاديان، وكان القاديان ذكيًّا في مزاعمه وتضليله، فهو حين ابتدع القاديانية وحمل كبر الإثم فيها لم يجاهر بعداوة الإسلام، ولم يصرح بالخروج عليه، بل أظهر التجديد والتطوير، ثم انتقل إلى فكرة المهدوية، ثم انتقل إلى ادعاء أنه يوحى إليه لا على أنه نبي مستقل مرسل،بل على أنه نبي متابع كهارون بالنسبة إلى موسى عليهما السلام، ثم أخذ في تأويل نصوص القرآن الكريم تأويلًا منحرفًا فاسدًا؛ لتحقيق مآرب لديه، ثم تعاون تعاونًا بعيدا مع الاستعمار والمحتلين وأصدر فتواه الأثيمة بأن فريضة الجهاد قد انتهت وأصبحت منسوخة، ولذلك لا يجوز رفع السلاح من المسلمين ضد الإنجليز المحتلين للهند، وكيف تجوز محاربتهم وهم في إفتائه اللئيم خلفاء الله في الأرض، وكبرت كلمة تخرج من فمه الخسيس، وتزعم كتب القاديانية أن الله أوحى إلى غلام أحمد فقال له: الذي يحبني ويطيعني وجب عليه أن يتبعك ويؤمن بك، وإلا لا يكون محبًا لي، بل هو عدو لي، وإن أراد منكروك ألا يقبلوا هذا، بل كذبوك وآذوك فنجزيهم جزاء سيئًا، وأعتدنا لهؤلاء الكفار جنهم سجنًا لهم، ولقد أخذت القاديانية الضالة المضلة توهم الناس أن الله تبارك وتعالى يرسل أنبياءه حينًا بعد حين، وقد أرسل محمدًا إلى العرب حين تأخروا وانحطوا، وعندما فشا الفساد والانحراف في الناس احتاج الأمر إلى إرسال نبي آخر بعد محمد فأرسل الله بزعمهم مرزا غلام أحمد القادياني؛ ولذلك يعد من عقائد القاديانية الباطلة أن النبوة لم تختم بسيدنا وقائدنا رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، بل تقول القاديانية: نعتقد أن الله لا يزال يرسل الأنبياء لإصلاح هذه الأمة، وهو آتيها على حسب الضرورة، هذا مع قول القرآن الصريح في: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ [الأحزاب: 40]. وقد جاء في "صحيح البخاري" قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا نَبِيَّ بَعْدِي»، ولكن القاديانية يدعون أن الآية السابقة لا تدل على ختم الرسالات بمحمد صلوات الله وسلامه عليه ويذكرون في ذلك الأقوال الجدلية التالية: 1- الخاتم ليس معناه الآخر، بل معناه الأفضل، فيصير معنى الآية ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وأفضل النبيين. 2- إن معنى الخاتم المهر يعني أنه يمهر الناس وبمهره يصير الواحد نبيًّا. وهي تأويلات باطلة وتحريفات فاسدة لا تثبت للحق. 3- إن المراد من النبيين الأنبياء الذي جاءوا بشرائع مستقلة، ومحمد خاتم النبيين الذين جاءوا بشريعة مستقلة كهارون لموسى عليهما السلام. ومن ضلال القاديانية الأثيم البالغ مداه في الإثم تحريفهم أو تخريفهم في تأويل آيات القرآن المجيد، والأمثلة على ذلك -يضيق عنها هذا المجال لكثرتها-، ومنها أنهم يعلقون على الآية الكريمة من: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]، فيقولون: إن المقصود من المسجد الأقصى هنا ليس هو مسجد بيت المقدس كما أجمع أهل التفسير والتاريخ، بل المراد هو مسجد قاديان؛ لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أسري به إلى هذا المسجد الذي يقع في شرق قاديان، ويشبه غلام أحمد هذا المسجد ببيت الله الحرام ويزعم أن مسجد قاديان هو الذي أنزل الله تعالى فيه قوله: ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾ [آل عمران:97]. ويواصل سفاهته حينما يقول: أنا المقصود بقول القرآن في قوله تعالى: ﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ [سورة الصف: 6]. ويعلل ذلك بأن النبي العربي اسمه محمد وليس اسمه أحمد، وقد نشر طائفة من الكتب الخبيثة المليئة بالمزاعم والأوهام ومنها هذه الكتب: 1- براهين أحمدية. 2- إزالة الأوهام. 3- حقيقة الوحي. 4- سفينة نوح. 5- تبليغ رسالة. 6- خطة (الصامتة). ولم يكتف غلام أحمد المتنبئ القادياني بما ابتدعه واخترعه واصطنعه من تحريف الدين وهدم لفرائضه وتشويه لتعاليمه، بل قال كذلك: إن الصلاة لا تجوز خلف أي مسلم، بل لا بد أن يكون قاديانيًّا، ونص عبارته هو: هذا هو مذهبي المعروف إنه لا يجوز لكم أن تصلوا خلف غير القادياني مهما يكن ومن يكن ومهما يمدحه الناس فهذا حكم الله، وهذا ما يريده الله، إن المتشكك والمتذبذب داخل في المكذبين، والله يريد أن يميز بينكم وبينهم. والقاديانية نفسها تحكم على نفسها بأنها ليست من الإسلام، وأن أتباعها ليسوا بمسلمين، ففي سنة 1901م سجلوا أسماءهم في سجلات مفصولة عن سجلات المسلمين، ويقول في ذلك ابن القادياني: وكانت هذه السنة مبدأ التفريق بيننا وبين المسلمين، وخلاصة القول في القاديانية: أنها لعبة استعمارية خبيثة تظاهرت بالانتماء إلى الإسلام، والإسلام منها براء، وقد استطاع المكر الاستعماري أن يسخر هذه النحلة الضالة المضلة؛ لتحقيق أغراضه التي كانت تعمل دائمًا على تشويه الإسلام وإضعاف المسلمين، ولكن الإسلام سيبقى على الرغم من أعدائه. والله سبحانه وتعالى أعلم.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الموضوع الآن!