آخر الأخباراخبار المسلمين › لجنة الفتوى: العمل في مجال الرسم والنحت والتصوير حلال بشرطين

صورة الخبر: العمل في مجال الرسم والنحت
العمل في مجال الرسم والنحت


قالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إن الإسلام لا يحارب الفن الهادف، بل يدعو إليه، ويحث عليه؛ لأن الفن في حقيقته إبداع جمالي لا يعاديه الإسلام.

وأوضحت «البحوث الإسلامية» عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابتها عن سؤال: «أنا أرسم الصور الفوتوغرافية وأكبرها مقاسات مختلفة بالفحم ، وهذا رسم يدوي.. وأريد معرفة ما إذا كان عملي هذا حرامًا أم حلالا ؟»، أن النحت والتصوير من الفنون، فالإسلام لا يحرمه ؛ ولكنه في نفس الوقت لا يبيحه بإطلاق ؛ بل يقيد إباحته بقيدين هما: أن لا يقصد بالشيء المنحوت أو المصور عبادته من دون الله .

وتابعت: والقيد الثاني: أن يخلو النحت والتصوير من المضاهاة لخلق الله – عز وجل –التي يُقصد بها أن يتحدى صنعة الخالق -عز وجل- ويفتري عليه بأنه يخلق مثل خلقه، فإذا انتفى هذان القيدان فالنحت والتصوير مباح ، ولا شيء فيه . والدليل على ذلك قوله – تعالى - : « يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ»، فقد امتن الله في هذه الآية الكريمة على سيدنا سليمان بصناعة التماثيل ، فدل ذلك على أنها لم تكن للعبادة؛ لأن الله لا يمتن بما هو شرك ، وَشَرْعُ مَنْ قَبْلَنَا شَرْعٌ لَنَا لِقَوْلِهِ- تَعَالَى- : « أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ » .
واستدلت على الإباحة إذا خلت من العبادة بِقَوْلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَقِّ الْمُصَوِّرِينَ « الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ » وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ « الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ» وَقَوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً ، أَوْ لِيَخْلُقُوا ذَرَّةً »، وقَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَقِّ الْمُصَوِّرِينَ : «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ» .

وأضافت أن وجه الدلالة من هذه الأحاديث على الإباحة من وجهين : الوجه الأول: المضاهاة الواردة في الحديث لا تكفي وحدها للتحريم ، لأنها لو كان المقصود بالتحريم مجرد المضاهاة ، لحرم رسم السماء والأرض والأشجار والبحار ، ولم يقل أحد من العلماء بذلك ، الوجه الثاني: المضاهاة لو حملت على التصوير المعتاد ؛ لكان ذلك مشكلا على قواعد الشريعة . فإن أشد ما فيه أن يكون معصية كسائر المعاصي ليس أعظم من الشرك وقتل النفس والزنا ، فكيف يكون فاعله أشد الناس عذابا ، فتعين حمله على من صنع التماثيل لتعبد من دون الله أو صنعها تحديًا لله .

واستشهدت بما قَالَ النَّوَوِيُّ : أَمَّا رِوَايَةُ " أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا " فَهِيَ مَحْمُولَةٌ عَلَى مَنْ فَعَلَ الصُّورَةَ لِتُعْبَدَ ، وَقِيلَ : هِيَ فِيمَنْ قَصَدَ الْمَعْنَى الَّذِي فِي الْحَدِيثِ مِنْ مُضَاهَاةِ خَلْقِ اللَّهِ ، وَاعْتَقَدَ ذَلِكَ ، فَهَذَا كَافِرٌ لَهُ مِنْ أَشَدِّ الْعَذَابِ مَا لِلْكُفَّارِ ، وَيَزِيدُ عَذَابُهُ بِزِيَادَةِ كُفْرِهِ " ، لافتة بأنه يَتَأَيَّدُ التَّعْلِيلُ بِهَذَا بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ شَبِيهًا بِذَلِكَ فِي حَقِّ مَنِ ادَّعَى أَنَّهُ يُنَزِّلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ، وَأَنَّهُ لا أَحَدَ أَظْلَم مِنْهُ ، فَقَالَ تَعَالَى : « وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ».

واستطردت: فَهَذَا فِيمَنِ ادَّعَى مُسَاوَاةَ الْخَالِقِ فِي أَمْرِهِ وَوَحْيِهِ ، وَالأَوَّلُ فِيمَنِ ادَّعَى مُسَاوَاتَهُ فِي خَلْقِهِ ، وَكِلاهُمَا مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا، وَمِمَّا يُحَقِّقُ هَذَا مَا تُوحِي بِهِ رِوَايَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ : « وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي»، فَإِنَّ «ذَهَبَ» بِمَعْنَى قَصَدَ ، بِذَلِكَ فَسَّرَهَا ابْنُ حَجَرٍ، وَبِذَلِكَ يَكُونُ مَعْنَاهَا أَنَّهُ أَظْلَمُ النَّاسِ بِهَذَا الْقَصْدِ، وَهُوَ أَنْ يَقْصِدَ أَنْ يَخْلُقَ كَخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى .

المصدر: elbalad

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على لجنة الفتوى: العمل في مجال الرسم والنحت والتصوير حلال بشرطين

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
71568

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

6-ربيع الاول-1446 هجرية
أخبار المسلمين الأكثر قراءة
خلال 30 أيام
30 يوم
7 أيام