آخر الأخباراخبار المسلمين › في تنزانيا.. حماية البيئة بالقرآن والسنة

صورة الخبر: صياد تنزاني ينظف سمكة كما علمه إمامه
صياد تنزاني ينظف سمكة كما علمه إمامه

على مدى سنوات طويلة، ظل الصياد التنزاني المسلم سليم حاجي يتجاهل، مثل العديد من زملائه، مناشدات الحكومة والجماعات الدولية لحماية البيئة بالتخلي عن الأساليب غير المشروعة في الصيد.
لكن كمسلم تقي، استجاب الصياد من جزيرة ميسالي عندما أبلغه إمام محلي أن من الخطأ استخدام الشباك والرماح في الصيد للإمساك بالإخطبوط.

"علمت أن الطريقة التي كنت اصطاد بها كانت مدمرة للبيئة.. هذا الجانب من الحماية (للبيئة) ليس من مزونجو (المرادف السواحيلي لكلمة الرجل الأبيض).. إنها من القرآن"، حسبما نقلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية اليوم الأربعاء عن حاجي.

وفي هذه الناحية النائية من المحيط الهندي، فإن ثمة نموذجًا تجريبيًا دشنته منذ سنوات منظمات محلية ودولية غير حكومية ويقضي بتطبيق التعليم والأخلاقيات البيئية الإسلامية بدأ يؤتي ثماره.

فقد أصبح العديد من الصيادين في هذه المنطقة أعضاء في رابطة صيانة جزيرة ميسالي "ميسا"، التي تساعد في حماية موارد هذه الجزيرة الهامة قبالة ساحل غرب جزيرة بيمبا بالمحيط الهندي.

وميسالي جزء من نظام بيئي بحري غني حيث يتواجد 300 نوع من السمك تسبح وتتكاثر عبر متاهة من 42 نوعا من الشعاب المرجانية.

ويشكل الصيد والسياحة إلى جانب زراعات محدودة من الفاكهة والتوابل العمود الفقري لاقتصاد تنزانيا الساحلي، ويعتمد أكثر من 21 ألفا من سكان جزيرة بيمبا منتشرين بـ36 قرية في غذائهم على السمك الذي يتم اصطياده من مياه ميسالي.

ووفقا لمنظمات ناشطة في مجال حماية البيئة، فإن أكبر تهديد يواجه النظام البيئي البحري في هذه المنطقة هو الصيد بطرق غير مشروعة باستخدام معدات مدمرة مثل الشباك، والأعمدة المستخدمة في تكسير الشعاب المرجانية واصطياد الكائنات المعرضة للانقراض.
"نموذج مجتمع الإيمان"

ويروي علي عبد الله مبروك المسئول بأحد المنظمات العاملة في المنطقة أن الرسائل التقليدية للصيادين هناك بضرورة المحافظة على البيئة لم تأت بالثمار المرجوة منها.
"لكن إذا طلب الإمام من الناس أن يفعلوا شيئا، من المرجح أنهم سيطيعون"، حسبما يضيف مبروك.

"ميسالي نموذج لمجتمع الإيمان"، حسبما يقول فضلون خالد المدير المؤسس لـ"المؤسسة الإسلامية للإيكولوجي والعلوم البيئية" ومقرها بريطانيا، وهي إحدى المنظمات غير الحكومية المشاركة في المشروع.

ويضيف موضحا قوله: "(النموذج) يظهر أن القادة الإسلاميين يمكنهم تفويض وتنظيم ناخبيهم بشأن قضايا الصيانة (البيئية) بشكل أسرع كثيرا مما تستطيعه الحكومة".

والتقى خالد ضمن نشطاء من منظمات أخرى بالأئمة والصيادين لتدارس العلاقة بين التعاليم المذكورة في القرآن وبين البيئة واستخدام الموارد الطبيعية، كما تعاون خالد مع هؤلاء النشطاء في تدريب الأئمة على دمج رسالة عن صيانة البيئة في الخطب التي يلقونها أيام الجمعة.

"القرآن يرسي مبادئ أخلاقية بشأن الوصاية والعلاقات مع الكائنات الأخرى، والتي يمكنها تشكيل الأساس الأخلاقي للصيانة (البيئية)، وهناك أحاديث وممارسات أخرى واردة عن النبي متعلقة بالاستخدام المعقول للموارد"، حسبما يؤكد خالد.

ومن الآيات القرآنية التي تم انتقاؤها للتدليل على صلة الإسلام بعلم البيئة، هي الآية 141 بسورة الأنعام ويقول فيها الله تعالى: "وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين".

وحاليا تستعد المنظمات التي بادرت بالمشروع لإصدار دليل في وقت لاحق من العام الجاري بالإنجليزية والسواحيلية كي يتم توزيعه بأنحاء ساحل شرق إفريقيا المتحدث بالسواحيلية، وفي الآخر المطاف بالمجتمعات المسلمة في أنحاء العالم.

بدائل.. وعقبات

وإضافة إلى تبسيط الرسالة بشأن الخلق البيئي في الإسلام، عملت المنظمات على مساعدة الصيادين في العثور على بدائل للصيد بتشجيعهم وعائلاتهم على الزراعة وتربية النحل والاشتغال بالصناعات اليدوية.

سليم حاجي الصياد أصبح يعيش على زراعة الأناناس وبيع محصوله إلى جانب تربية النحل بمساعدة زوجاته الثلاث وأطفاله البالغ عددهم 17 طفلا.
كما تحول العديد من الصيادين إلى استخدام معدات صيد أكثر حفاظا على البيئة.

وبحسب دراسة غير رسمية أجريت عام 2003 فإن 66% من الصيادين يرون أن الإسلام له علاقة لاستخدامهم للبحر وموارده، وذلك مقابل نسبة 34% عام 2000، وأظهرت الدراسة كذلك أن الدروس التي يتم تلقينها للصيادين انتشرت في الواقع إلى أبعد من القرى المعنية.

وعلى الرغم من هذا النجاح، فإن المنظمات العاملة هناك تشير إلى أن هناك تحديات مازالت قائمة مثل ضعف الإيمان لدى بعض الصيادين الذين مازالوا يستخدمون معدات الصيد المدمرة، فضلا عن افتقار بعض الأئمة للتعليم اللازم للتمكن من توصيل الرسائل بضرورة صيانة البيئة.

المصدر: .islamonline.net

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على في تنزانيا.. حماية البيئة بالقرآن والسنة

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
1389

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

سجل في النشرة الاخبارية في نور الله
أخبار المسلمين الأكثر قراءة
خلال 30 أيام
30 يوم
7 أيام