آخر الأخباراخبار الفن والثقافة › كتابة الجاحظ في ضوء نظريات الحجاج

صورة الخبر: كتابة الجاحظ في ضوء نظريات الحجاج
كتابة الجاحظ في ضوء نظريات الحجاج

كتاب المؤلف البحريني علي محمد علي سلمان "كتابة الجاحظ في ضوء نظريات الحجاج.. رسائله نموذجا" ربما أثار في نفس القارىء أشجانا وأحزانا كما يقال.

الدفعة الاولى المبسطة من هذه الاشجان والاحزان ربما حملت الى ذاكرة البعض كلمات للاديب اللبناني الساخر الراحل سعيد تقي الدين.

علق سعيد مرة على مقالات كان يكتبها في صحيفة يومية رئيسية كاتب كانت الصحيفة تخفي اسمه المعروف لدى كثيرين قائلة عن موضوعاته التي كانت تنشرها على معظم صفحتها الاولى انها "بقلم الكاتب العربي الكبير".

وقال سعيد كلمته البليغة "ليتني كنت" الاديب العربي الكبير" لانشر على ستة اعمدة ما كان يمكن ان انشره بعدد من الاسطر."

أما الكتاب الذي صدر عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" و"مملكة البحرين "وزارة الثقافة والاعلام" الثقافة والتراث الوطني" فقد جاء في 384 صفحة كبيرة القطع.

ومن كلام سعيد تقي الدين قد تنقلنا الذاكرة الى ما روي عن ولع العرب القدامى او كثير منهم بالتقسيم والتفصيل انطلاقا مما وصف بانه اعجاب بأرسطو لكنهم "تأرسطوا" اكثر من الفيلسوف الذي سموه "المعلم الاول" اي كانوا ملكيين اكثر من الملك نفسه.

لابد من القول ان الدكتور علي محمد علي سليمان بذل جهودا كبيرة في البحث والتنقيب والتجميع وبطرق قد لا يؤخذ عليه فيها مأخذ حقيقي في هذا المجال لكن المأخذ قد يكون على كثرة هذه الجهود التي ربما جعلت القارىء يغرق في التفاصيل لينسى او يكاد او ليضيع عن الموضوع الرئيسي على كثرة الاشارة اليه.
ومما قد يؤخذ ايضا مدى اسهام عمليات التجميع -من اجنبي وعربي- في الخروج بما يمكن ان يعتبر اضافة جديدة الى الثروة الفكرية العربية اولا والانسانية من ثم. الكتاب دون شك قد يشكل مرجعا لباحثين في العثور على مواد تتعلق بهذا الموضوع وتجميعا لكثير مما قيل فيه. ولربما كان صالحا لان يكون دليلا ثري المحتوى في موضوعاته.

وهذا الامر ليس وقفا على المؤلف بل انه سمة تظهر في حالات عديدة من التصانيف العربية التي تنشر في الاونة الاخيرة.

قسم المؤلف الكتاب الى مقدمة ومدخل عنوانه "مفاهيم الحجاج" امتد من الصفحة 27 الى الصفحة 106. والحجاج يلفظ بكسر الحاء وفتح الجيم الثانية. بعد ذلك انتقل الى "المبحث الاول.. خلفية الحجاج عند الجاحظ" ثم المبحث الثاني وعنوانه "استراتيجيات الحجاج ووظائفه". اما المبحث الثالث فعنوانه "دائرة الحجاج".

اتبع الدكتور علي محمد علي سلمان ذلك بخاتمة ثم بباب عن مصادر البحث ومراجعه.
أما الآن فلابد من أن نفهم مسألة "استراتيجيات" الحجاج و" تكتيكاته". والكلمة الاخيرة لم يبد ان المؤلف استعملها مع انه تحدث كثيرا عما يلتقي معها من حيث معناها.

في المقدمة يقول المؤلف "ببلاغة" جلية من حيث الطباق والتقسيم محاولا تبرير هذا التركيز على موضوعه "هذا البحث لا يرسم حدود بلاغة ولت وذهب ريحها ولا يرسم حدود بلاغة اقبلت وتضوع نشرها وانما هو يستثمر معطيات النظرية الحجاجية "البلاغة الجديدة" التي قامت على اثار بلاغة ارسطو من جهة وعلى اضافته اليها اللسانيات الحديثة او قل البلاغات الجديدة من جهاز مفهومي وأدوات تحليل من جهة ثانية في تحليل خطاب واحد من ألمع ما انتجته الثقافة العربية في العصر العباسي."

يضيف الباحث قوله "والحاصل من كل هذا ان نهض القوام الاببستيمولوجي لنظرية البلاغة الجديدة "الحجاج" على روافد كثيرة اغنته وجعلته يصوغ ادواته ومفاهيمه ومقولاته ويبلور ملامح موضوعه مقدما نفسه من ثم بديلا عن البلاغة الضيقة "التجزيئية" يستوعبها ويتجاوزها."

في ما يعكس ولع المؤلف بالاستراتيجيات المختلفة يمضي قائلا "اما موضوع درسه فهو الاخر محول من الجملة الى الخطاب اي من الاستراتيجية التي تتمحور حول الجملة في الخطاب الى استراتيجية تعنى بالخطاب ككل من حيث اطراف التخاطب وتقنيات الخطاب ومقاماته ومرجعياته بل كل ما له صلة ببلاغة الاقناع وهو موضع اهتمام البلاغة الجديدة وبحث من بحوثها."

وقال مكررا ايراد بعض ما هو واضح "هذا فيما يتصل بالحجاج من حيث هو جهاز مفهومي ومنهجي وتحليلي اما من حيث هو موضوع للدراسة فاننا نذهب متجاوبين في ذلك مع مستندنا النظري "الحجاج نظرية" الى ان الحجاج ظاهرة ملازمة لانتاج الخطاب عند البشر مذ كانوا... بيد ان الخطابات تتفاوت في الحجاجية ومن هنا فان بعض الخطابات اصلح من سواها لتكون مدونة للدراسات الحجاجية...

"ولما كانت مكتوبات الجاحظ خطابات لرجل يحمل مشروعا في البلاغة " نظرية البيان" وفي المعتقد "الاعتزال" وفي التواصل "علم الكلام" وفي الكتابة "تنفيذ هذا المشروع بابعاده" بدا لنا ان الحجاج من حيث هو ظاهرة ملازمة للخطاب والتخاطب طابع مهيمن عليها..."

وفي مكان من فصل اخر "يستبشر" القارىء خيرا بالعنوان الفرعي وهو "النظرية". وتحت ذلك عنوان فرعي تابع للاول هو "تعريف الحجاج" حيث يورد المؤلف اراء لعدد ممن برزوا في هذا المجال. نقرأ معه عن ان باحثين ذكرهما قالا "موضوع الحجاج هو درس تقنيات الخطاب التي من شأنها ان تؤدي بالاذهان الى التسليم بما يعرض عليها من اطروحات او ان تزيد في درجة ذلك التسليم."

اما غاية الحجاج عندهما فهي كما يقول "ان يجعل العقول تذعن لما يطرح عليها او يزيد في درجة ذلك الاذعان فأنجع الحجاج ما وفق في جعل حدة الاذعان تقوى درجتها لدى السامعين بشكل يبعثهم على العمل المطلوب انجازه او الامساك عنه...."

واذا خطر في البال تساؤل عن "جديد" واضح في صفحات الكتاب الكثيرة فضلا عما ذكر فقد يكون جواب القارىء عن هذا التساؤل بعجزه عن ان يتلمس بشكل اكيد هذا الجديد.. فأكثر الاضافات تفاصيل وتفاصيل حفظ كثيرا منها معظم من اتيح له ان يدرس شيئا عن البلاغة او عن علم الكلام وفرقه وعن امور اخرى.

المصدر: العرب أون لاين - جورج جحا

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على كتابة الجاحظ في ضوء نظريات الحجاج (1)

سليمة‏22 ‏أغسطس, ‏2012

ارجو البرسد الالكتروني للكانب

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
6357

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

سجل في النشرة الاخبارية في نور الله
أخبار المسلمين الأكثر قراءة
خلال 30 أيام
30 يوم
7 أيام