آخر الأخباراخبار الفن والثقافة › جين شارب: الحرب لا تقود إلى الديمقراطية

صورة الخبر: محاربة الدكتاتورية تتطلّب الواقعية
محاربة الدكتاتورية تتطلّب الواقعية

يرى الباحث الامريكي جين شارب في كتاب له ترجم إلى العربية أن السعي إلى الانتقال من الدكتاتورية إلى الديمقراطية بواسطة العنف وحتى الانقلابات لا يوصل الشعوب إلى غاياتها.

وفي اعتقاده أن التغيير يجب أن يكون سلميا وأن على الشعوب نفسها أن تأخذ زمام أمورها بأيديها مُعتمدة طرقا وأساليب مختلفة أورد الكاتب عددا كبيرا منها كوسائل لتحقيق المطلوب.

وجين شارب باحث كبير في مؤسسة البرت اينشتاين في بوسطن وقام بالتدريس في عدة جامعات ومعاهد وعمل باحثا في مركز العلوم الدولية في جامعة هارفارد لنحو ثلاثين عاما.

كتاب شارب حمل عنوان "من الدكتاتورية إلى الديمقراطية .. إطار تصوري للتحرر" وصدر عن "الدار العربية للعلوم ناشرون" في 119 صفحة متوسطة القطع توزعت على مقدمة وعشرة فصول وملحق مهم. وقد ترجم الكتاب عن الانجليزية إلى العربية خالد دار عمر.

قال الكاتب في المقدمة "يركز هذا العمل على المشكلة العامة وهي كيفية القضاء على النظام الدكتاتوري ومنع قيام نظام دكتاتوري جديد... لا أملك الكفاءة لاصدار تحليل مفصل أعمل وصفة لبلد معين ولكنني آمل أن يعود هذا التحليل العام بالفائدة على الشعوب التي تواجه حقائق الحكم الدكتاتوري وهي لسوء الحظ كثيرة...".

وفي فصل حمل عنوان "مواجهة الدكتاتورية بأسلوب واقعي" تناول بالدرس خيارات مختلفة من أجل الانتقال من الحكم الدكتاتوري إلى الديمقراطية.

وفي هذا المجال وتحت عنوان فرعي هو "حرية عن طريق العنف" قال إننا نجد حالات يرى فيها الضحايا الغاضبون لممارسات حكم وحشي أن العنف وحده قادر على القضاء على الأنظمة الدكتاتورية "فينظمون صفوفهم مستخدمين ما أتيح لهم من عنف ومن قدرات عسكرية بالرغم من ضعف فرص النجاح... ويدفعون ثمنا باهظا في المعاناة والأرواح ويحققون انجازات مميزة ولكن قليلا ما أدت أعمالهمإالى الحصول على الحرية لأن الثورات العنيفة غالبا ما تواجه بممارسات وحشية تقتل ما تبقى من أمل لدى الناس... اللجوء إلى وضع الثقة في أساليب العنف إنما يعني استخدام أسلوب للنضال يتميز الطغاة دوما بالتفوق فيه...".
وتحت عنوان فرعي آخر هو "انقلابات.. انتخابات.. منقذين أجانب" قال شارب "قد ينظر البعض إالى أي انقلاب عسكري ضد نظام دكتاتوري على أنه الخيار الأسهل والأسرع نسبيا في التخلص من النظام الحاكم البغيض. ولكن هناك مشاكل خطرة ترافق هذا الخيار أهمها أنه لا يغير في مساوىء توزيع السلطات بين الشعب والفئة التي تسيطر على الحكومة وقواتها العسكرية.

"إن إزاحة أشخاص معينين أو إزاحة زمرة معينة تفتح المجال أمام مجموعة أُخرى لتحل محلها. وقد تكون هذه المجموعة من الناحية النظرية اكثر دعة في ممارساتها وتكون منفتحة اكثر بطرق محدودة إلى الاصلاح الديمقراطي لكن إمكانية حدوث العكس هي الأقوى. فعندما تعزز الزمرة مركزها فإنها قد تتحول إلى نظام أكثر همجية وأكثر طموحا من النظام السابق...".

وقال إن الأنظمة الدكتاتورية لا تسمح باجراء انتخابات قد تحدث تغييرات سياسية هامة... قد يوافق الحكام الدكتاتوريون على إجراء انتخابات إذا وقعوا تحت ضغوطات ولكنهم يتلاعبون بها لكي يعينوا دمى يتحكمون بها...".

ولا يؤمن كثير من الذين عانوا من نير الأنظمة الدكتاتورية الوحشية بقدرة الشعوب المضطهدة على تحرير أنفسها فهم يأملون النجاة لشعوبهم فقط إذا تدخل الآخرون...

"... في حقيقة الأمر نجد أن الاعتماد على قوة خارجية له انعكاساته الخطرة. فقد نضع ثقتنا في موضع خاطىء لان المنقذ الخارجي لن يأتي. وحتى اذا تدخلت دولة اجنبية فانه لا يجب الثقة بها".

وعدد "حقائق مرّة" كثيرة تنتج عن التدخل الاجنبي. وخلص في هذا المجال إلى القول إننا إذا أردنا التخلص من نظام دكتاتوري "بفعالية وبأقل التكاليف فعلينا أن نقوم بالمهام الأربع التالية.. تعزيز الشعوب المضطهدة في تصميمها وعزيمتها وثقتها بنفسها ومهارات المقاومة. تعزيز جماعات ومؤسسات الشعوب المضطهدة الاجتماعية المستقلة. خلق قوة مقاومة داخلية قوية. وضع خطة تحرر استراتيجية حكيمة وكبيرة وتنفيذها بمهارة... ففي نهاية الأمر نجد أن التحرر من الأنظمة الدكتاتورية يعتمد أساسا على قدرة الشعوب على تحرير أنفسها بأيديها...".

وفي الملحق المهم أورد "أساليب العمل باستخدام اللاعنف" وفي هذا المجال عناوين عديدة تحت كل منها بنود تفصيلية. أهم هذه العناوين هي "تصريحات رسمية" و"مخاطبة الجماهير العريضة" و"احتجاجات جماعية" و"أعمال رمزية عامة" و"ممارسة الضغط على الأفراد" و"المسرح والموسيقى" و"المواكب" و"التجمعات الشعبية" و"اللاتعاون مع الأحداث الاجتماعية والتقاليد والمؤسسات" و"الانسحاب من النظام الاجتماعي".

وفي مجال "أساليب اللاتعاون الاقتصادي" أورد عناوين منها "المقاطعة الاقتصادية" وفيها "أعمال يقوم بها المستهلكون" و"أعمال يقوم بها العمال والمنتجون" و"أعمال يقوم بها أصحاب الأملاك والمدراء" و"أعمال يقوم بها أصحاب المصادر المالية" و"الأعمال التي تقوم بها الحكومات". وتحدث عن الاضرابات الرمزية والاضرابات الزراعية والصناعية.

وفي مجال "أساليب اللاتعاون السياسي" أورد عناوين منها "نبذ السلطة" و"امتناع المواطنين عن التعاون مع الحكومة" وعددا كبيرا من العناوين المختلفة الأخرى.

المصدر: العرب أونلاين-جورج جحا

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على جين شارب: الحرب لا تقود إلى الديمقراطية

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
6903

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

سجل في النشرة الاخبارية في نور الله
أخبار المسلمين الأكثر قراءة
خلال 30 أيام
30 يوم
7 أيام