الكاكي فاكهة الشتاء المدهشة

الكاكي والتي تٌعرف بأسماء عدة مثل الكاكا أو الخرما في منطقتنا، قد ولدت أساساً في الصين، وهي تأتي من شجرة الديوسبيروس التي تنتمي إلى عائلة أشجار آبنوس المتميزة بخشبها القاسي والثقيل.

فوائد الكاكي الصحية

يؤكد الأطباء أن فاكهة الكاكي تحتوي على مزيج من المواد الصحية التي من شأنها الخفض من احتمال الإصابة بداء التصلب الشرياني الخطير كونه يصيب شرايين القلب والدماغ بشكل أساسي.

تتمتع الكاكي بنكهة حلوة تعود إلى احتوائها كمية سكريات مرتفعة (أكثر من 15غ في كل 100غ)، ونسبة أحماض عضوية طبيعية منخفضة (ما دون 300ملغ في ال 100غ). تتألف السكريات في فاكهة الكاكي بشكل أساسي من الفروكتوز والغلوكوز. وعلى غرار غيرها من الفواكه الطبيعية، تنخفض نسبة البروتينات في الكاكي لتبلغ 1غ كحد أقصى في كل 100غ. وكذلك الدهون أيضاً التي لا تتعدى النصف غرام في كل 100غ.

كل 100غ من الكاكي تزوّد بـ66 وحدة حرارية، ما يصنفها بين الفواكه الأكثر إمداداً بالطاقة، مباشرة ما بين الكرز والعنب. وتصل كمية الألياف فيها إلى حدود 3غ في كل 100غ، وتتألف بشكل أساسي من السيلولوز والهيميسيلولوز (المركزين في القشرة)، فضلاً عن القليل من البكتين والتي تضفي القماشة الليّنة على اللب. حتى أن بعض أنواع الكاكي تزخر بمادة التانين التي تعطيها طباعها القابض المميز.

يعود لون الكاكي البرتقالي إلى غناها بالكاروتين و الليكوبين و الزانتين إذ تبلغ حدود الكاروتين الفاعلة 1.4/100غ، لا بل تصل حتى 3 غ في بعض أنواعها. تعتبر الكاكي من الفواكه الأكثر غنى بالبروفيتامين A إلى جانب المانغو والشمام والمشمش. أما غناها بالفيتامين C فيختلف بحسب درجة نضوج الفاكهة بل اختمارها. قد ينتقل متوسط كمية هذا الفيتامين في الكاكي من 50ملغ إلى 7 ملغ في الحبة الناضجة للغاية.

و الكاكي مليئة بالمواد المعدنية التي تبلغ كميتها حدود 700ملغ في كل 100غ. يستأثر البوتاسيوم بالنسبة الأكبر منها مع 170ملغ تقريباً، ثم الكالسيوم مع 21 ملغ، يليه الفوسفور مع 20ملغ في حين يتواجد الماغنسيوم والصوديوم بكميات ضئيلة. إضافة إلى آثار معادن متنوعة نذكر منها: الحديد والزنك والمنغنيز.مثالية لمكافحة الزكام

أثبتت الكاكي جدارتها في الوقاية من الزكام في فصلا لشتاء، إذ يكفي تحضير عصير بسيط من الكاكي والكيوي (بعد تقشيرهما) في الخلاط للحصول على مزيج غني بالفيتامين C والأملاح المعدنية. يجمع اليابانيون عادة أوراق أشجار الكاكي لتحضير نقاعات تعالج السعال وبعض مشاكل الهضم.

الكاكي على أنواعها وألوانها

للكاكي أنواع مختلفة جداً، نذكر أهمها:

الهاشيا:

أحد أنواع الكاكي المعروف بارتفاع نسبة التانين فيه والذي يعطيه مفعوله القابض. إلا أن كمية التانين تنخفض كلما نضج هذا النوع من الكاكي. وبما أن استهلاك التانين بكميات مفرطة يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها فينصح باستهلاك الكاكي عامة وهذا النوع تحديداً، حين ينضج لا بل حين يصبح مختمراً حتى. تشبه حبة الهاشيا القلب البشري ولونها برتقالي فاتح.

شارون:

يتمتع بقشرة رقيقة ولون برتقالي حاد ومذاق سكري، وهو خالٍ من البذور. بدوره يأتي على نوعين: قاسٍ يمكن قضمه كالتفاحة، أو جدّ لين يمكن تناوله بالملعقة، إلا أن الاثنين يتمتعان بمذاق حلو ولطيف، في حين تذكر رائحتهما بالمشمش أو البلح الطازج.

فويو:

وهو لا يتمتع بمفعول قابض، بل يتميز بشكله المسطح ومذاقه الشبيه بالفانيلا وينمو بشكل أساسي في اليابان وإيطاليا وإسبانيا.

نصائح قبل الاستهلاك

تستهلك الكاكي ناضجة حين تكون حلاوتها في أوجها. فخلافاً لمعظم الفاكهة الأخرى، تعتبر الحبة الأفضل، تلك ذات المظهر غير الشهي، بل لونها باهت وقشرتها شفافة وقماشتها لينة جداً. لكن حذار لأنها هشة جداً وسريعة الانسحاق في هذه الحال! اعرفوا أنواع الكاكي ولا تنقادوا إلى شرائها استناداً على لونها فحسب خصوصاً أن أنواع الكاكي متعددة الألوان، وأما لونها فلا يشير إلى درجة نضوجها.

احفظوا الكاكي وفق حرارة الجو، إن كانت بحاجة إلى النضوج، يمكنكم تسريع هذه العملية بوضعها في كيس ورقيّ. وإن كانت الحبة قاسية جداً ضعوها في كيس ورق مع حبة تفاح أو موز والتي تفرز غازات تحفز نضوج الكاكي. أما للحفاظ على الكاكي ناضجة، فيُنصح بتركها في الثلاجة.

المصدر: maktoob.helwa.yahoo