عندما أمسك فى يده فأسه الصغيرة الحادة ليعيد تثبيت قطعة الخشب الصلدة التى حجرتها الشمس فى أخرى بجانبها على خط قطار، وألقى نظرة للأمام للعالم المترامى أمام عينيه على طول شريط الخط الحديدى الذى يصنعونه ورأى العبيد على مرمى العين منكسى الرؤوس لا ينظرون إلا إلى قطع الحديد الملقاة على جانبهم وإلى أعمدة الخشب التى سوف يثبتونها بقوة، فكر: لماذا يستعبد الإنسان أخيه؟
"انهضوا أيها العبيد فإنكم لا ترونهم كبارا إلا لأنكم ساجدون" إنه الرئيس الأمريكى الـ16 إبراهام لينكولن، الذى قاد حرب تحرير العبيد فى الصراع الذى حدث بين الشمال والجنوب فى الولايات الأمريكية، بعد أن انفصلت 7 ولايات أمريكية بسبب رفضها لسياسته التحررية، وهى ولاية كارولينا الشمالية وفلوريدا وميسيسبى وألاباما وجورجيا ولويزيانا وتكساس، بعد ذلك أعلنت 6 من هذه الولايات دستوراً موحداً يكشف عن دولة مستقلة: الولايات الكونفدرالية الأمريكية، حينها تحدث "لينكولن" عن ضرورة الحرب.
قائلا: "كلا الطرفين يستنكران الحرب، ولكن أحدهما فضل الحرب على أن تسير الدولة فى طريقها، والآخر فضل الموت على أن تترك هذه الأمة تموت بانشقاقها، ومن هنا قامت الحرب الأهلية". كانت فكرته عن تحرير العبيد قديمة منذ أفكاره الأولى، وقد تحمل نتيجة هذه الأفكار، ولم يهرب منها، خطاباته المشهورة ولغته الممتلئة بالحيوية وإدراكه لمفهوم الكلمة وتأثيرها وتاريخه الشخصى القائم على التعليم الذاتى وعدم تراجعه رغم إدراكه لكم الأعداء المحيطين به واشتهاره بالعدل والوسطية، والذى كان يعرف أن المتآمرين عليه يستعدون الآن للانقلاب عليه فى لحظة مجده، وأن الجنوبيين يستعدون لقتله، لم يتأخر عن تحقيق ما رآه إنسانيا، لذا شملت جهوده فى إبطال العبودية إصدار إعلان تحرير العبيد فى عام 1863م، واستخدام الجيش لحماية العبيد الهاربين. وتشجيع الدول الحدودية لنبذ العبودية.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!