أزهريون: رمضان شهر الانتصارات ولا مكان فيه للكسالى
يعتقد الكثير من الناس خطأ أن رمضان شهر الكسل والخمول والراحة، إلا أن الواقع يؤكد أنه شهر الانتصارات والعمل ولا مكان فيه للكسالى والمتواكلين، بدليل وقوع الغزوات والحروب الكبرى في تاريخ الأمة الاسلامية في شهر رمضان المبارك ومنها على سبيل المثال: انتصار العاشر من رمضان الذي يوافق اليوم الثلاثاء، وغزوة بدر الكبرى التي توافق 17 رمضان، وفتح مكة في 20 رمضان.
ودعا عدد من علماء وشيوخ الأزهر الشريف إلى ضرورة استفادة العالم الإسلامى من الدروس التاريخية العظيمة التي وقعت في شهر رمضان المبارك حتى تستطيع مصر تحقيق التنمية المتوقعة والخروج من أزمتها الراهنة وحتى تحتل الأمة الإسلامية مكانتها اللائقة بين الأمم والشعوب على مستوى العالم.
وقال الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن حرب العاشر من رمضان المجيدة ونصر الله تعالى للمجاهدين ضد الاحتلال في هذه الحرب هو «غزوة بدر الصغرى» في العصر الراهن، فلولا «غزوة بدر الكبرى» لما كان انتشار الإسلام ووجوده حتى الآن، ولولا حرب العاشر من رمضان «غزوة بدر الصغرى» لم نكن موجودين الآن.
وأضاف واصل: لو استمر الإيمان في القلوب مثلما كان في هذه الحرب المجيدة ولو طبقنا روح حرب العاشر من رمضان لدخلت قواتنا المسلحة «تل أبيب» ولكن للأسف لم نستمر على هذه الروح الطيبة.
واستطرد: لقد هزمنا في نكسة 1967 بسبب البعد عن الله تعالى ولقد قلت ذلك في خطبة عقب النكسة مباشرة «لأننا نسينا الله فنسينا في هذه النكسة» بينما جعلنا الله في قلوبنا في حرب العاشر من رمضان فتحقق وعد المولى عز وجل «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم».
وأكد الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن رمضان شهر الانتصارات ولا مكان فيه للكسالى والمتواكلين، مضيفا: إن توقيت الغزوات الكبرى في تاريخ الأمة الإسلامية وانتصارات العاشر من رمضان جاءت في هذا الشهر الكريم ليؤكد لنا المولى عز وجل أن هذا الشهر الكريم برىء من كل الأقاويل الزائفة بأنه ينبغى فيه الركون للراحة والاسترخاء وأنه شهر العمل والاجتهاد.
وشدد على أن كل الانتصارات العظيمة في تاريخ الأمة الإسلامية جاءت في شهر رمضان المبارك وأن الغزوات الإسلامية دليل واضح على أن الإسلام يأمرنا بالدفاع عن النفس وعدم البدء بالاعتداء على الآخرين والدليل على ذلك أنه في كل الغزوات الإسلامية لم يزد عدد الشهداء من المسلمين والقتلى من المشركين على المئات بعكس الحربين العالميتين الأولى والثانية التي جاءت بأياد غربية وقتل فيها الملايين.
وقال عثمان: إن النصر له أسباب لابد من الأخذ بها وألا نتواكل مطلقا لأنه لا مكان الآن سوى للعمل والإرادة والاجتهاد.
ودعا الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف، إلى ضرورة استغلال المصريين والمسلمين شهر رمضان الكريم للعمل ووحدة الصف لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجههم في الوقت الراهن، مؤكدا أن رمضان شهر العمل والاجتهاد والانتصارات وليس وقتا للراحة والاسترخاء وأن الانتصارات الكبرى في تاريخ الأمة الإسلامية وقعت في هذا الشهر الكريم.
وأكد الأطرش على ضرورة العمل والاجتهاد لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه مصر في الوقت الراهن وحتى نستطيع العبور إلى بر الأمان.
وطالب الدكتور عبدالمنعم فؤاد، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، بضرورة الاستفادة من دروس غزوة بدر الكبرى وأولها الإخلاص في العمل والتفانى وروح الإخاء التي تجمع دائما بين المسلمين مما يوجب نبذ الخلافات التي تظهر بين الحين والآخر في العالم الإسلامى وخاصة في مصر.
وأضاف: تحقيق الانتصارات الكبرى في شهر رمضان المبارك هي نصر من عند الله تعالى للمسلمين حيث تحقق النصر الذي لم يكن يتوقعه أحد بتوفيق من المولى عز وجل ونصره لجنوده المخلصين الصائمين وهو ما يدل على أن الصيام لا يعنى الكسل والتراخى وإنما العمل والاجتهاد.
كما دعا الدكتور جودة عبدالغنى بسيونى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إلى ضرورة استغلال شهر رمضان المبارك في العمل لأن الكثير من الناس يفهمون خطأ أنه شهر الكسل والراحة إلا أن الحقيقة غير ذلك تماما لأنه شهر العمل والإنجاز والاجتهاد ولا مكان فيه للكسالى والمتواكلين.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!