آخر الأخبارالصحة والجمال › كيف نتعايش مع الآلام المزمنة؟

صورة الخبر: الآلام المزمنة
الآلام المزمنة

الألم ليس قدرا محتوما، ولكنه يمكن أن يصبح أحيانا ضمن الحياة اليومية لدي الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، والأولوية هي مكافحة الآلام على كل الجبهات حتى لا نترك الميدان خاويا لهجمات النوبات المؤلمة.

الألم الحاد أو المزمن؟
في عصرنا هذا، يعاني كثير من الناس من الآلام المزمنة، وعندما يكون الألم متوطنا، لا ينبغي لنا أن ننتظر حتي يزول أو ينخفض من تلقاء نفسه.

وهناك فوائد كبيرة لوجود الألم، حيث إنه يعد بمثابة الضوء الأحمر الذي ينبئ بحدوث خلل ما أو بدايات لمرض خطير مما يسمح بالتصدي لها في وقت مبكر، فآلام الأسنان علي سبيل المثال تنبئ بأن هناك تسوساً أو خراجاً وتأتي مطالبة بالمعالجة، وآلام العظام تخبرنا بأن هناك خشونة أو نقرس مثلا، ...إلخ.

ويتميز الألم المزمن بطول المدة، فالألم الحاد يُحسب بالساعات أو الأيام، وسرعان ما يشفي بالأدوية، والألم المزمن يستمر أكثر من ثلاثة أشهر.. قد يكون متقلبا ويظهر علي هيئة نغز أو نقر بالنسبة لبعض الأمراض، أو قد يتواجد في كل أنحاء الجسم بالنسبة لآخرين.

وكثير من المرضى لديهم شعور بتحقيق مدى طويل من تناول الأدوية الطبية لمكافحة تلك الآلام قبل إيجاد العلاج المناسب. والعقاقير ليست دائما كافية لتخفيف الأعراض حيث ينبغي التعامل مع الألم المزمن بشكل شامل للحد من تأثيره على الحياة اليومية.

مصادر الآلام:
تأتي آلام الظهرعلي رأس قائمة الآلام المزمنة الأكثر تواترا، والصداع ليس أقل تواترا مع وجود اثنين من الأمراض المزمنة مثل الصداع النصفي أو الصداع اليومي.

يقول الدكتور "بوكار" مدير معهد UPSA للألم: "المرضى الذين تم فحصهم في مركز السيطرة على الألم يعانون من الآلام بعد العمليات الجراحية التي تسبب فيها الجَراح من غير قصد، وجروح الأنسجة التي تم فتحها أثناء العمليات حيث تسبب الألم الذي يمكن أن يصبح مزمنا بسهولة".
وهناك أيضا ضمور الأعصاب الذي يحدث نتيجة لصدمة بسيطة مثل الالتواء، ويمكن أن يكون هناك رد فعل يثير المزيد من الألم الذي ينتشر على نطاق واسع في الجسم، ويستقر في نهاية المطاف.

الأورام الليفية "الفيبروميالغيا" التي لا يزال منشأها غير معروف جيدا، تصبح كابوسا حقيقيا بالنسبة للمرضى والألم يصبح يوميا، ناهيك عن آلام الروماتيزم والآلام المزمنة ذات الصلة الوثيقة بأمراض أكثر خطورة مثل السرطان.

رحلة طبية طويلة الأمد:
منشأ الألم لا يغير طريقة الرعاية، فالأولوية هي عدم الانتظار لتلقي العلاج، عليك أن تكون علي اتصال وثيق مع طبيبك حيث يجب أن يتم التشخيص بسرعة من أجل التركيز على العلاج، ويجب أن تكون الصلة بين المريض والطبيب واضحة.

يجب أن نفهم أننا لا نعالج من الألم المزمن في غضون أسبوع واحد، فإذا كان الألم موجودا منذ وقت طويل فسوف يستغرق فترة طويلة للتخلص منه.

نفاد الصبر:
غالبا ما يكون المريض هو السبب في فشل العلاج؛ حيث ييأس من الشفاء في خلال شهر واحد، ومن ثم يغير الطبيب ثم يبدأ في جولة طبية تجعل ملفه الطبي مثقلا وتتعدد علاجات المريض، ويبدأ من الصفر في كل مرة دون إيجاد حل فعال بالضرورة.

برامج علاج الألم:
لا ينبغي أن يقتصر البرنامج العلاجي علي العقاقير الطبية، فلكي تكون هذه الأخيرة فعالة، لا بد من الجمع بين جميع الوسائل التي من شأنها أن تخفف الألم .

يقول الطبيب "بوكار": "إذا كنت تعاني من آلام الظهر، ستكون استشارة أخصائي العلاج الطبيعي ذات فائدة كبيرة، ويمكنك أيضا أن تتعلم كيف تنتهج نمطاً حركياً صحياً (حركات صحيحة لا تسبب الألم في الظهر)، إن إدارة الألم يجب أن تكون بمثابة فريق يتم التنسيق فيما بينه لمعالجة جميع جوانب الألم".

يتم علاج المريض خطوة بخطوة في برنامج يتم تنفيذه ورصده بعناية. فور إتمام التشخيص، يأتي دور تحديد العلاج الملائم، ويجب أن يتاح الوقت لعمل العقاقير وألا نتوقف بعد أسبوع فقط لأنك لا تشعر بأي تغيير ملموس، والاستشارة الطبية كل شهر تتيح حصر تأثير العلاجات الموصوفة .

مراكز تسكين الألم:
"المراكز المضادة للآلام هي الملاذ الأخير للأمراض التي لم يتم تحديدها على علاجات مناسبة لتخفيف الألم، وتتوفر وفقا لوصفة طبية من قبل الطبيب الممارس". "هذه المراكز تقترح علاج الألم من خلال تشاورات متعددة التخصصات" كما يقول الدكتور "بوكار".

جميع جوانب الألم تؤخذ في الاعتبار ويدخل المريض في برنامج لتخفيف آلامه. بعض الآلام المزمنة قد تختفي في نهاية المطاف عن طريق تلقي العلاج المستهدف.

في معظم الحالات، فإن الهدف من العلاج المتبع هو تخفيف الألم حتي لا يكون ذا تأثير كبيرعلى الحياة اليومية.

في بعض الأمراض لا تتم إزالة الألم تماما ولكن يتم الحد منه بشكل صارم، وهذه هى النقطة السوداء في مراكز تسكين الآلام (نجاحها)، فهناك قائمة انتظار طويلة لشخص ما يعاني من الألم (ما بين ثلاثة وستة أشهر)، ولكن عددهم لا يزال محدودا.. فنصف المرضى يخشون إدمان العلاج.

اختيار الأسلحة المسكنة للألم:
يتكيف العلاج وفقاً لنوع وشدة الألم، علاج الآلام المزمنة مثل الأنواع الكلاسيكية يتم تخفيفها بواسطة المسكنات التقليدية.

"هناك ثلاثة مستويات من المسكنات - كما يقول الدكتور بوكار - الأول يضم الباراسيتامول والأسبرين والأيبوبروفين ويخصص للآلام المعتدلة، والفئة الثانية تشمل المسكنات التي تحتوي على مشتقات الأفيون مثل الكوديين والترامادول، أما الفئة الثالثة فهي مكونة من المسكنات الأفيونية مثل المورفين".

أما الآلام ذات المنشـأ العصبي والناجمة عن الاختلال الوظيفي في الأعصاب، تتطلب استخدام المسكنات الغير تقليدية مثل عقار الـ Lyrica أو Laroxyl.

العلاجات التكميلية مثل التنبيه الكهربائي العصبي(TENS) والتي تستخدم التيار الكهربائي على الجهد المنخفض جدا وتنتقل عن طريق أقطاب كهربائية، قد تكون فعالة في تخفيف الألم.

حذارِ من الجرعة الزائدة:
بالطبع إن الإغراء لكبح الآلام بواسطة المسكنات كبير دون الالتفات بالضرورة إلي مقدار الجرعات، التطبيب الذاتي شائع بين الناس الذين يعانون من الآلام المزمنة ولا يمكنهم إيجاد وسيلة مناسبة لتلك الآلام، فمن السهل إذن أن نقع في حلقة مفرغة، حيث يكون المريض دائما مضطرا إلى تناول المزيد من الأدوية لتخفيف الألم.

في نهاية المطاف، وبعد تناول الأدوية لفترة ما، يكون التأثير علي الألم سلبياً، ولا يوصي بتسلسل المشاورات والوصفات للخروج من دائرة الألم حتي لا تتراكم الأدوية بجسمك وتجد نفسك حائرا بين العلاجات.

لا تترك الألم بداخلك:
الألم المزمن لديك يصبح ألد أعدائك، أخبر أصدقاءك.. فإنه ليس من السهل دائما أن نعيش مع عنصر الألم، فأشد إيلاما أن نحتفظ بالأمر بداخلنا.

وينبغي أن يكون المحيطون بك على فهم جيد لنطاق آلامك لمساعدتك في التخفيف عن مشاعرك، والألم لا يشفي بدون دواء، والجانب النفسي أمر بالغ الأهمية.

يقول الدكتور "بوكار" محللا: "لا يجب التوقف عن العلاج إلا لسبب بدني.. الألم ظاهرة يديرها الدماغ من خلال مناطق مختلفة، ويجب علي الأطباء أن يدركوا البعد العاطفي للألم من خلال اتخاذ طرق رعاية أفضل".

ذاكرة الجسد مهمة في مظاهر النوبات المؤلمة، فتعلم أن تعبر عن الألم في كلمات، والتحدث عنه دون قيود يساعد على تخفيفه، واللجوء لمعالج يمكن أن يكون مفتاحا لفهم الألم الخاص بك للمساعدة علي مكافحته.

الطب البديل يمكن أن يساعدك:
العقاقير الدوائية ليست هي دائما الملاذ الوحيد لمكافحة الألم، فالطب البديل يمكن أن يكون مكملا ويعمل بالتعاون مع العلاج المعتاد، وقد أثبتت أساليب الاسترخاء فعاليتها في تقليل الإحساس بالألم، يمكنك استخدامها بالتشاور مع طبيبك حول التقنيات المعروفة مثل تجبير العظام، الوخز بالإبر أو الأدوية العشبية.

هذا هو دورك كي تقوم بانتهاج أسلوب حياة استرخائي لتهدئة الألم، على سبيل المثال يوصى باستخدام الحرارة عن طريق وضع وسائد حرارية في المناطق الحساسة لتخفيف الألم، ممارسة النشاط البدني بانتظام، راحة النوم واتباع نظام غذائي متوازن، كل هذه العناصر تشارك في إدارة أفضل للألم.

مراقبة الألم:
يمكنك متابعة تطور الألم جيدا من خلال مراقبة مظاهره، وسوف يمكنك تعلم العوامل الخارجية التي قد تؤدي إلى حدوث أزمة مؤلمة.

سجل عدد مرات حدوث الألم يوميا، خصائصه وتقلباته، والكثير من القرائن التي يمكن أن تساعد الطبيب وتمكنه من التأثير مباشرة على مصدر العلل.

المصدر: mashy

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على كيف نتعايش مع الآلام المزمنة؟

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
53691

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

سجل في النشرة الاخبارية في نور الله
أخبار المسلمين الأكثر قراءة
خلال 30 أيام
30 يوم
7 أيام