عجائب القرأن واسراره

كتاب الله تعالى بحر زاخر باللؤلؤ والمرجان مهما قرأه القارئ واعاده فسوف ينال منه عجائب لا تنقضى ويفهم كل قارئ منه بمقدار ما يفتح الله عليه .

ولمساعدتك عزيزى القارئ فى الابحار فى هذا البحر سوف اصطحبك فى هذه الابحار وبرفقتى كلا من سادتنا الزركشى صاحب مؤلف البرهان فى علوم القرأن والسيوطى صاحب كتاب الاتقان وغيرهم من ممن يتقنون الغوص فى هذا البحر الزاخر بالعجائب حتى نستفيد بخبراتهم ومن خلال تلك الرحلة سنعرف اسرار المفردة القرأنية والايات وسكتشف انه لايوجد ترادف فى القرأن الكريم كما يذهب البعض

وانه لا يمكن احلال لفظ مكان لفظ فى البيان القرانى لان كل لفظ وضع بقدر وميزان الهى فى هذا الموضع من ايات القرأن

فالموت يختلف عن الوفاة والقلب يختلف عن الفؤاد والقاعد غير الجالس
والعاقر غير العقيم وغيرها من الالفاظ القرأ نية

1- قال الله تعالى
(وانه هو اضحك وأبكى وانه هو أمات واحيا وانه خلق الزوجين الذكر والانثى) النجم 43-45
اتى الله بضمير الفصل هو فى الحالتين الاولى والثانية ولم يأتى به فى الثالثة؟
لان بعض الجهال قد يثبت هذه الافعال لغير الله كقول النمرود انا احيى واميت ولذلك قال تعالى(وانه هو) اى وحده الذى يفعل ذلك لا غيره اما الثالث فى شأن الخلق فلم يدع احد من الناس لا حقيقة ولا مجازا فقال(وانه خلق) دون ذكر هو

2-قال الله تعالى
(00يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور ) الشورى49
والسؤال لماذا قدم الاناث واخر الذكور وعرفهم بال دون الاناث؟
قدم الاناث لجبرهن اذ هن فى موضع الانكسار وجبر الذكور بالتعريف
وكما قدم الاناث ايضا لبيان ان الخلق كله بمشيئة الله لا على وفق غرض العباد فان الابوين غالبا يريدان الذكورفبدأالله بذكر الصنف الذى يشؤه ولايريده الابوان ولكن لما ذكر الصنفين معا قدم الذكور فقال(او يزوجهم ذكرانا واناثا)فاعطى كل جنس حقه من التقديم

3-على لسان زوجة سيدنا ابراهيم عليه السلام قال تعالى
(قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا)هود 72
لماذا لم تقل بدلا من هذا بعلى هذا زوجى؟ ولماذا استخدم القرأن كلمة البعل فى مواضع كثيرة بدلا من الزوج؟البعل لغويا هو الرجل المتهيئ للمرأة للجماع وستجد ان جميع الايات التى استخدم فيها لفظ البعل بدلا من الزوج تهدف الى جماع الرجل للمرأة فعلى سبيل المثال
يستعمل لفظ بعل فى رجعة المطلقة فقال تعالى(وبعولتهن احق بردهن فى ذلك ان ارادوا اصلا حا)البقرة 228 وفى اختيار لفظ البعولة اشارة الى ان اصل الرجعة بالمجامعة
كما ان زوجة سيدنا ابراهيم عنت من قولها اننى كيف الد وانا عجوز ذلك من جهتها وزوجى شيخا لا يقوى على المباعلة اى الجماع

كما ان البعل وهو الرجل المتهيئ للجماع يصح اقترانه مع تزين المراة لانه فى مقابله اذ تهيؤ الرجل للملاعبة يقابله تهيؤ المرأة بالزينة لذا قال تعالى( ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن)النور 31

المصدر: masrawy