آخر الأخباراخبار المسلمين › وسائل انتشار الإسلام في أفريقيا

صورة الخبر: وسائل انتشار الإسلام في أفريقيا
وسائل انتشار الإسلام في أفريقيا

يتميز انتشار الإسلام عامة بأنه جاء نتيجة الدعوة والإقناع وليس نتيجة القهر، وقد تنوعت تلك الوسائل وتنوع الدعاة الذين انتموا أساسا للمناطق المحلية

في أفريقيا، ومن أهم وسائل الدعوة التجار ورجال الطرق الصوفية والأئمة والوعاظ من دارسي الأزهر والجامعات في شمال أفريقيا والمراكز الثقافية في غربها وغيرها من مراكز الإشعاع الإسلامي في القاهرة وخارجها.

وتؤكد الدكتور حورية توفيق مجاهد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة خلال مقالة في مجلة الأزهر، أن الدعوة الإسلامية تتميز بالعالمية فلم يعرف الإسلام مفهوم "شعب الله المختار" حيث إن أساس الخيرية المذكور في القرآن هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الإيمان بالله.

وتشير مجاهد إلى أن العلم لم يكن له دعاة متخصصون للقيام بالدعوة وتعليم مبادئه كما في المسيحية، حيث كان الملك شارلمان يستصحب معه على الدوام في حروبه ركبا من القسس والرهبان ليباشروا فتح الضمائر والقلوب بعد أن يكون فتحها بجيوشه التي يلي بها الأمم حربا لا هوادة فيها، في حين لا يعرف احد في الإسلام مجمعا دينيا يتبع الجيوشكما انه لم يكره أحدا عليه بالسيف ولا باللسان.

وسائل الدعوة في أفريقيا

وتوضح الدكتور حورية مجاهد أن من أهم وسائل الدعوة للإسلام في الدول الأفريقية التجار المسلمون من داخل القارة وخارجها حيث وفد الكثيرون على مر العصور على أجزاء القارة المختلفة بهدف أصلي هو التجارة وإن كان قد تبعه أثر مهم هو نشر الإسلام، ما جعل أحد المستشرقين الغربيين يؤكد ان الإسلام والتجارة يرتبطان لحد كبير.

واضافت أن أفريقيا لم تكن معزولة عن العالم حيث مرت ثلاثة محاور في افريقيا ادت إلى نشر الإسلام وهي شمال أفريقيا وساحل البحر الأحمر وموانئ المحيط الهندي، ومن ثم فقد لعبت جماعات متعددة من خارج القارة وداخلها دورا مهما في جانب التجارة مثل الفرس والعرب والهنود والبربر في شمال أفريقيا، كما أن التجار الذين نشروا الإسلام في غرب أفريقيا كانوا مركز ثقل الإسلام، حتى جاء الأوربيون للساحل الغربي في أفريقيا فحولوا التجارة إلى مراكزهم الساحلية جنوبا بعد أن كانت تقليديا إلى الشمال الذي كانت تتطلع إليه باعتباره العالم الوحيد المفتوح أمامها للتجارة والثقافة والمرجعية الدينية وعليه فقد أدى هذا التحول إلى انكماش التجارة .
وعليه فقد حملت الشعوب في الشمال الإسلام في بداية الأمر وحملته منها الشعوب جنوب الصحراء ونقلته إلى منطقة السودان الغربي أولا ثم إلى الجنوب وكان من أهم التجار في غرب افريقيا الديولا من قبائل المندي والهوسا وبالمثل في شرق افريقيا حيث انتقل الإسلام ايضا مع التجار العرب في شرق إفريقيا ثم على أيدي السواحليين الذين أسلموا أولا وتأثروا بالتراث الإسلامي والذين أصبحوا دعاة الإسلام في الداخل.

أثر التجار المسلمون في الأفارقة وكانوا سببا في هدايتهم بسبب إشاعة فضائل الإسلام عن طريقهم بدءا من ملابسهم الفضفاضة وأمانتهم وتيسيرهم في البيع والشراء وثقتهم في الغير على أموالهم وتطهرهم ووضوئهم على مدار اليوم وصلاتهم ومناجاة ربهم فضلا عن أخلاقهم في التعامل مع الغير والوقوف في أزماتهم خاصة وأن الأفارقة يمرون بأعوام كثيرة من القحط والجوع مثلما حدث في دولة مالي في العهد القديم من الجوع والجفاف وطلب أحد البربر في المدينة من الملك أن يلجأ إلى الله ويدعوه برفع القحط عن طريق إقامة صلاة الاستسقاء فاستجاب الملك برمندانا كيتا وتوضأ وصلى حتى هطلت الأمطار في الصباح وأسلم الملك على الفور حتى أصبح ملوك هذه الدولة مسلمين ونتشر الإسلام بفضل إيمان أحد الرجال البسطاء من البربر.

ومن الأشياء التي جذبت الأفارقة أيضا إلى الإسلام فريضة الصوم ومآدب الطعام التي تزاحم عليها الأفارقة المسلمون وجذبت انتباه غيرهم من انتشار المودة والألفة والاحتفال بالعيد وتوزيع الصدقات خلاله ونحر الذبائح في عيد الأضحى وتوزيعها على الفقراء.

كما كان مفهوم المساواة الذي جاء به الإسلام لا يحول قط دون اختلاط المسلمين التجار في حياتهم اليومية مع المواطنين الأفريقيين في الأماكن التي ينتقلون فيها بل لا يحول أيضا من التزاوج من النساء في تلك المناطق، ما أدى إلى تعجب الأفارقة والانبهار من هذه العقيدة السمحة التي لا تعرف فوارق اللون أو الجنس، كما كان سلوك التاجر المسلم وتصرفاته يمثلان مصدر جاذبية للافارقة حتى يكون قدوة لهم الى ان يؤمنوا بما أسبغ الله به عليهم من نعمة الإسلام.

وهكذا لعب الإسلام دورا مهما في توحيد الأفراد الذين لا ينتمون إلى العديد من الجماعات القبلية والإثنية حيث تخللها وتجاوز نطاقها كما كان للتجار دور أساسي في تجاوز تلك التعددية وإن كان من الملاحظ أن الهدف ليس نشر الإسلام ولا السيطرة على القبائل والجماعات الداخلية أو على السلطة القائمة بها من جانب التجار .

المصدر: alwafd

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على وسائل انتشار الإسلام في أفريقيا (2)

محمد المسلم‏10 ‏مايو, ‏2014

ان الاسلام دين حب وسلام فعندما تركوا الافارقة دخلوا الاسلام ليس ذلك اعتباطا وانما ينم عن شي قد رأوه من المسلمين جعلهم دخلون الاسلام ولكن لم ولن يفسد نشر الاسلام غير الوهابيون الذين قاموا يحللون ويحرمون بأيدهم لماذا يحللون قتل الشيعي أليس الشيعي منا ؟

بشار الملاح‏27 ‏يونيو, ‏2012

الإسلام عظيم بكل مفاصله وتطبيقاته فهو الدين الذي لم ينظر أبداً إلى الموقع الاجتماعي للفرد ولا إلى لونه بل جعل التقوى هي المقياس وعلى ذلك الاساس تعامل مع البشر كما أنه استطاع ان ينتشر بين الناس لاسيما في افريقيا وجنوب شرق اسيا بالغقناع والحجة والتسامح

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
48846

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

سجل في النشرة الاخبارية في نور الله
أخبار المسلمين الأكثر قراءة
خلال 30 أيام
30 يوم
7 أيام