|

ملف وقضيةالمرأة في الإسلام › الحجاب والنقاب

سألتني صحفية إنجليزية: لماذا يمنع الدين الإسلامي المرأة من أن ترتدي ما تشاء؟ لماذا يقيد حريتها في أن تختار ثيابها وترتدي ما تحب؟ أليست هذه حرية شخصية للمرأة؟
قلت: قبل أن أجيب عن هذا السؤال، لابد أن نتفق على نقطة هامة .. هي أن الإنسان الذي يعيش في مجتمع ما يسمى بالحرية المطلقة. لابد أن تكون حريته حرية نسبية، لا تعتدي على حريات الآخرين، وبعيداً عن مخالفة الدين وتعاليمه.
هل تستطيعين أنت أن تفعلي ما تريدين؟ إذا أردت أن تمشي في الطريق العام بدون ملابس على الإطلاق .. فهل يمكنك ذلك بدعوى أنك حرة تفعلين ما تشائين؟!
إذا أردت أن تستمعي إلى موسيقى عالية بعد منتصف الليل .. فهل تستطيعين أن تستمعي إلى الراديو في أعلى صوت؟ أو إذا أردت أن تصلحي شيئاً في منزلك والناس نيام .. فهل تستطيعين إحضار النجار أو النقاش ليفعل ما يشاء؟.
هل تستطيعين إذا دخلت أحد المحال أو البنوك ووجدت صفاً طويلاً من الناس يقف .. هل تتجاهلين الصف وتكونين أول الواقفين؟.
هل تستطيعين أن تتركي سيارتك وسط الطريق أو في مكان ممنوع في الانتظار لأنك حرة، ومن حريتك أن تضعي سيارتك في المكان الذي تريدينه؟ بل هل تستطيعين أن تتجاوزي بسيارتك السرعة المسموح بها، وهل تستطيعين أن ترتكبي فعلاً فاضحاً أمام الناس .. لأن ذلك من حريتك؟
وأستطيع أن أمضي إلى ألوف الأمثلة .. لأنه لا يوجد شيء اسمه الحرية المطلقة في أي مجتمع من المجتمعات ولكنها حرية نسبية .. تعطيك من التصرف الذي تريدينه ما ليس في اعتداء على حرية الآخرين. فإذا حدث اعتداء على هذه الحرية، فإن المجتمع يتدخل ليوقفك عند حدك قائلاً: هذا ليس من حريتك لأنك اعتديت على حرية الآخرين.
الطريق الوحيد لكي تتمتعي بالحرية المطلقة .. هو أن تذهبي إلى مكان لا يعيش فيه أحد .. مكان تعيشين فيه وحدك .. دون أن يكون فيه آخرون .. حينئذ تستطيعين أن تتمتعي بحريتك كما تشائين. فمادام لا يوجد أحد حولك ولا أحد من الناس يراك .. فإنك تستطيعين أن تفعلي ما تشائين.
هذا بعيد عن منطق الدين وبعيد عن منهج السماء، فإذا كان هذا هو منطق الحياة في الكون .. فكيف تريدين من منهج الله أن يخلق مجتمعاً من الفوضى الذي يضيع فيه كل شيء؟
الله سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم:
[{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا "59"} (سورة الأحزاب)]
ويقول جل جلاله في كتابه العزيز:
[{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ .. "31"} (سورة النور)]
هذا هو حكم الله سبحانه وتعالى بالنسبة للمرأة، وهو إخفاء الزينة التي تلفت الأنظار.

|الحجاب .. لماذا؟||
وبداية أحب أن أقول: إن من اختار الدين .. فعليه أن يقبل أحكام هذا الدين، حتى ولو كانت هذه الأحكام تقيد حريته في افعل ولا تفعل. لأن تقييد الحرية هنا .. هو لخير الإنسان وليس شراً له ..
إن هذه الأحكام جاءت من الله سبحانه وتعالى وهو أعلم بنا من أنفسنا. فإذا كانت تقيد حركتنا، فهي تعطينا الخير، وتذهب عنا السوء؛ فلا يوجد دين بلا منهج .. إلا أن يحاول الإنسان أن يرضي غريزة التدين فيه، وفي الوقت نفسه يفعل ما يشاء .. فيعبد الأصنام أو الشمس أو غير ذلك مما لا يقيده بمنهج في الحياة، فيخلص نفسه من تعاليم الله ليفعل ما يشاء، وفي هذه الحالة يكون قد كفر والعياذ بالله .. لأنه لا يريد منهجاً سماوياً يقيد حريته.
والمرأة التي تتضرر من الحجاب بزعم أنه يقيد من حريتها بستر ما أمر الله من مفاتنها. عليها ألا تعترض على منح هذه الحرية لغيرها .. فإن أباحت لنفسها أن تتزين وتكشف عن مفاتنها لتجذب إنساناً وتفتنه. فعليها ألا تعترض إذا سرق زوجها منها بفعل فاتنة، فمادامت قد أباحت لنفسها ذلك فلا تلومن إلا نفسها.
إن الهدف هو صيانة المجتمع كله من الفتنة، وإبقاء للاستقرار والأمن بالنسبة للمرأة .. حتى لا يخرج زوجها من بيته وهي لا تعلم هل ستفتنه امرأة أخرى فيتزوجها أم أنه سيعود إلى بيته؟
إن الله سبحانه وتعالى قد وضع من القواعد والضوابط ما يمنع الفتنة للمرأة والرجل حفاظاً على استقرار الأسرة وأمنها وأمانها، وحرم أي شيء يمكن أن تكون فيه فتنة من امرأة لرجل غريب عنها، ولذلك حرم إبداء الزينة إلا لمحارم المرأة .. فقال تبارك وتعالى:
[{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء .. "31"} (سورة النور)]

وهؤلاء الذين ذكرهم الله تبارك وتعالى في هذه الآية الكريمة هم من محارم المرأة التي لا تحرص على إبداء زينتها أمامهم، وحتى إذا فعلت .. فإن هذه الزينة لا تثير في نفوسهم أية شهوة .. إما لأنهم لم يبلغوا السن التي يحسون فيها بالشهوة، وإما أنهم تعدوا هذه المرحلة تماماً. بل إن الله سبحانه وتعالى حرم على النساء أن يضربن بأرجلهن كنوع من التحايل لإظهار الزينة التي أخفتها الثياب، وذلك بتعمد اهتزاز الجسم لتظهر مفاتنها .. وقال الحق جل جلاله:
[{وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "31"} (سورة النور)]
كل هذا قد يفهمه البعض على أنه تقييد لحرية المرأة، ولكنه في الحقيقة حماية لها.
لو أن الله سبحانه وتعالى لم يفرض الحجاب، لكان على المرأة أن تطالب به .. لأنه اكبر تأمين لها ولحياتها .. ذلك أن نضارة المرأة موقوتة، وفترة جمالها لو حسبناها فلن تزيد على خمسة عشر عاماً، ثم بعد ذلك تبدأ في الذبول.
هب أن امرأة بدأت في الذبول وزوجها مازال محتفظاً بنضارته .. قادراً على الزواج .. وخرج إلى الشارع ووجد فتاة في مقتبل العمر وفي أتم نضارتها وقد كشفت عن زينتها، ماذا سيحدث؟!
إما أن يفتن بهذه الفتاة ويترك زوجته ويتزوجها، وإما أنه عندما يعود إلى المنزل يلحظ الفرق الكبير بين امرأته وهذه الفتاة، فيزهد في زوجته، ويبدأ في الانصراف عنها .. لكن لو حجبت النساء مفاتنهن عن الرجال .. لصارت كل منهن آمنة من فقدان زوجها، ومن تغير نفسه من ناحية زوجته، ولظلت محتفظة بحبه لها وإقباله عليها .. لماذا؟ لأن الجمال نمو، والنمو في المخلوقات والنبات والحيوان والإنسان لا يدركه المتتبع له .. ولذلك تجد الرجل وله ولد ينظر إليه كل يوم، فلا يمكن أن يلحظ أنه يكبر، ولكن لو غاب عنه شهراً .. يتجمع نمو الشهر كله وهو بعيد عنه، وعندما يعود يحس بأنه قد كبر.
والفلاح مثلاً إذا جلس بجوار الزرع .. لا يلحظ نموه ولا يراه .. فإذا غاب عنه فترة لاحظ هذا النمو.
الرجل مع زوجته كذلك .. فهو عندما يتزوجها وهي عروس تكون في أبهى زينتها ونضارتها، لكن لأنه يراها كل يوم، فإنه لا يلحظ فيها أي تغيير، وتكبر وتذهب نضارتها وجمالها من أمامه شيئاً فشيئاً، دون أن يلاحظ هذا الذبول، بل تظل في عينيه هي نفس العروس الجميلة التي زفت إليه.
ولكن إذا رأى امرأة غيرها .. أصغر منها ولا تزال في قمة نضارتها .. بدأت المقارنة وأحس بالتغيير، وأثر ذلك في نفسه.
ولذلك ونحن نرى أمهاتنا بعد أن كبرن وملأت وجوههن التجاعيد .. لا نشعر بهذا .. بل نجد في أمهاتنا نضارة لا نشبع من النظر إليها.
فالله سبحانه وتعالى قد حجب المرأة من أن تستلفت الأنظار إليها بالكشف عن زينتها، وهو قد حجب غيرها ممن هن أصغر وأجمل وأكثر نضارة من أن يستلفتن أنظار زوجها فيعرض عنها.
والعجيب أن المرأة لا تلتفت إلى هذه الحكمة، وهي أن الحجاب حماية لها، ولزوجها ولبيتها، بل تأخذ المسألة على أساس من الحرية الجوفاء .. ناسية أن هذا التقييد إنما شرع لحمايتها.
والعقاب في الشرع في كل الحالات .. لا يبدأ إلا عند النزوع إلى عمل شيء .. فأنت ترى وردة جميلة .. انظر إليها كما شئت فليس في ذلك إثم ولا حساب، وتمتع برائحتها كما شئت .. فليس هناك إثم ولا حساب، إلا أن تمد يدك لتقطعها .. حينئذ تكون قد اعتديت.
وأنت ترى فرساً جميلة .. أنظر إليها كما شئت .. وتمتع بالنظر إليها كما تريد .. فلا إثم عليك .. إلا أن تحاول أن تركبها دون إذن صاحبها، وهكذا كل ما في الدنيا من جمال .. والله سبحانه وتعالى يقول:
[{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "8"} (سورة النحل)]
زينة لمن؟ ألصاحبها فقط؟ الآية جاءت بالزينة على إطلاقها، ولهذا فهي زينة لصاحبها، ولمن أراد أن ينظر إليها ويتمتع بجمالها. كل ما في الكون من جمال .. انظر إليه كما تشاء .. فليس هذا محرماً .. إلا المرأة. فالنظرة إليها محرمة .. من المرأة للرجل .. ومن الرجل للمرأة .. والنظر إليها والتأمل في جمالها من غير زوجها إثم، وكذلك الرجل بالنسبة للمرأة. نظر المرأة للرجل وتأملها في ملامح رجولته إثم.
ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:
[{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "30"} (سورة النور)]
وقوله جل جلاله:
[{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ .. "30"} (سورة النور)]

|النظرة محرمة .. لماذا؟||
لماذا حرمت النظرة بين الرجل والمرأة؟ ولم تحرم بالنسبة لباقي مخلوقات الكون؟! .. لأن النظرة هي بداية النزوع بالنسبة للرجل والمرأة، ومادامت النظرة قد بدأت فأنت لا تستطيع أن تتحكم في نفسك بالنسبة لما يمكن أن يحدث بعد ذلك.
النظرة قد أوجدت تغييراً يقودك إلى المعصية، ولذلك نجد مثلاً عندما حرم الله سبحانه وتعالى على آدم وحواء أن يأكلا من الشجرة المحرمة في الجنة .. لم يقل لهما: لا تأكلا من هذه الشجرة .. بل قال جل جلاله:
[{وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ .. "35"} (سورة البقرة)]
لماذا لم يقل الله سبحانه وتعالى لا تأكلا من هذه الشجرة؟ لأنه أراد أن يحميهما من إغراء المعصية. فلو أنه قال لهما: لا تأكلا من هذه الشجرة .. ربما جلسا إلى جوارها، فأغراهما لون ثمارها أو شكل هذه الثمار، أو الرائحة المنبعثة منها، ولذلك قال لهما سبحانه:
[{وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ .. "35"} (سورة البقرة)]
ليقيهما الإغراء الذي يمكن أن يوقعهما في المعصية، <وكما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله محارم فلا تقربوها، فمن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه"><وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: "إن الله حد حدودا فلا تعتدوها، وفرض لكم فرائض فلا تضيعوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها">
إذن: فتحريم النظر بين الرجل والمرأة حماية لكليهما، <وقالت أم سلمة: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم وكان أعمى .. ذلك بعد أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجبا منه، فقلنا: يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: أفعمياوان أنتما .. ألستما تبصرانه؟>

والله جل جلاله يقول:
[{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ .. "53"} (سورة الأحزاب)]
على أننا لابد أن نلتفت إلى حقيقة هامة .. هي أن الله سبحانه وتعالى يريد أن تعتدل الموازين في كونه، ويريد للعقل الذي ميز الله به الإنسان أن يعطي حرية الاختيار دون أية مؤثرات، حتى تستقيم الأمور في الكون، وإظهار المرأة لمفاتنها يجعل الميزان يختل .. لماذا؟
لأن المرأة إذا تعمدت إغراء رجل غريب بزينتها والكشف عن جسدها .. تتدخل في عمل العقل. لأنه في هذه الحالة، قد يتخذ قراراً ويعلم أنه باطل لينال من هذه المرأة أو يرضيها، وكلنا يعلم تأثير النساء في الصفقات التي تحدث في العالم كله، وكيف أنهن يتخذن كوسيلة للإغراء ليقضي الإنسان بغير الحق، ويختل ميزان الحكم.
كل هذا موجود في شركات عالمية كبيرة تستخدم إغراء المرأة للتتم أعمالاً وصفقات مشبوهة .. ما كانت لتتم لو أن الميزان كان معتدلاً، والعقل هو الحكم الوحيد في هذه المسائل من أمور الدنيا.

|لا للتبرج||
والغريب أنك تجد بعض الرجال أشد تحمساً ودفعاً للمرأة لإبداء زينتها وعدم التحجب وإلى الاختلاط بالرجال ..
ونحن نقول لهؤلاء الرجال: إن الله قد وضع لكم القانون الذي يحمي زوجاتكم وبناتكم. فإذا كنتم تدفعون بعض النساء للتبرج، فأنتم قد وضعتم باستباحتكم النظر إلى زوجات وبنات غيركم المبدأ لنظر المجتمع كله إلى زوجاتكم وبناتكم. إن الله قد حماكم من هذا، ولكنكم استبحتموه فلا تلوموا إلا أنفسكم إذا انحرفت الزوجة والابنة.
بل من الغريب .. أن بعض الأمهات يمنعن بناتهن من الحجاب ويقاومن هذا بدعوى أنه يقلل فرص الفتيات من الزواج. نقول لهن: متى كان الزواج ابتذالا؟. ومتى كان الزوج يبحث عن فتاة متبرجة ليأتمنها على عرضه وسمعته وكرامته؟
إن الإنسان يبحث عن الفتاة المتدينة. التي تصونه وتحفظه إذا غاب في عرضه وماله وأولاده. ولا يبحث عن فتاة متبرجة تعرض مفاتنها على الناس.
ونقول لكم أم تتخذ هذا السبيل: إن القصاص في هذه المسألة يتم في الدنيا، فالزوجة التي تبرز مفاتنها للناس، أو تمنع ابنتها من التحجب ستجد القصاص إما في زوجها أو في ابنها .. وستجده في فتاة صغيرة تخطف الزوج منها، أو في فتاة تخطف ابنها في أولى سنوات عمره، فتفسد عليه حياته وتضيع مستقبله.
وهكذا لا يعتقد أحد أنه وهو يحارب شرع الله، ويحارب دين الله، سيكون المنتصر أبداً. بل يبعث الله من يفسد عليه حياته ويملؤها بالشقاء.
على أننا قبل أن ننتهي من الحديث عن الحجاب .. فلابد من كلمة حول الحجاب والنقاب، ومادامت المسألة تدور كلها على ألا تكون المرأة فتنة للرجال، ولا دعوة لهم إلى المفسدة .. فإننا مع الخط العام نقول: إن كان وجه المرأة جميلاً .. جمالاً فتاناً .. يمكن أن يأتي بتأثير على كل من يراها، ففي هذه الحالة يجب أن تستر وجهها. أما المرأة العادية، فلا ضرورة لأن تستر وجهها وكفيها، ولذلك أقول عن النقاب .. إن النقاب لا مفروض ولا مرفوض.
ولقد تحدثنا في هذا الفصل عن الحجاب بالنسبة للمرأة وكيف أنه لصالحها ولأمنها، وليحفظ لها بيتها وزوجها، وأنه من مصلحة المرأة قبل غيرها أن يكون الحجاب عاماً .. وألا يختلط الرجال والنساء، وأن المرأة التي تسمح لنفسها .. بأن تفتن أزواج غيرها بدعوى الحرية أو غير ذلك .. لابد أن تسمح لغيرها بأن تخطف منها زوجها ..<ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تنكح المرأة لأربع .. لمالها وجمالها وحسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك">

الكاتب: كتاب المرأة في القرآن

عدد المشاهدات: 25787
تاريخ المقال: Friday, October 5, 2007
التعليقات على الحجاب والنقاب (2)

محمد صبريMonday, April 21, 2008

جزاك الله خيرا

اطلب الاذن بترجمته

حتي افيد به اصدقائي غير العرب

رجاء الرد علي ايميلي

مع الشكر

جزاك الله خيرا من ارض الكنانه

الغامضة Thursday, February 28, 2008

شكرا لكي على هذا الرد الحسن على ذلك الولد

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
42575

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

سجل في النشرة الاخبارية في نور الله
أخبار المسلمين الأكثر قراءة
خلال 30 أيام
30 يوم
7 أيام