|

ملف وقضيةالمرأة في الإسلام › العاطفة بين العقل والدين

|العقل والدين||
إننا عندما نتدبر ما جاء في حديث شريف <لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن">
.. نجد أن البعض أخذ هذا الحديث على أنه إهانة للمرأة حط من كرامتها، ومنزلتها في المجتمع وأنه اتهام لها بنقص العقل والدين.
لكن الحقيقة غير ذلك تماماً .. لأن هذا الحديث يشرح لنا طبيعة المرأة من ناحية التكوين. فالمرأة بطبيعة تكوينها تغلب عليها العاطفة، وهذا ليس عيباً، ولكنه ميزة تناسب مهمتها في الحياة، لأنه مفروض بطبيعتها أن تعطي من الحنان أكثر، ومن التفكير العقلي أقل.
إنها هي التي تحنو، وهي التي تمسح الدموع، وتضع مكانها الابتسامة، وهي التي تمسح تعب اليوم وشقاءه عن زوجها وأولادها، ولا يتم هذا بالعقل، ولكنه يتم بالعاطفة.
إن هذا لا يعني طعناً في فكر المرأة وذكائها .. وإن كان يعني كشفاً عن طبيعتها. ويهمني أن ألقي ضوءا على حدث هام كان للمرأة دور كبير في حسمه مما يدل على رجاحة العقل وحسن التصرف .. ذلك الحدث هو صلح الحديبية .. ذلك الصلح الذي كان انتصارا للدعوة الإسلامية .. وبداية لنشرها في كل أنحاء الجزيرة العربية.
فما هي هذه الأحداث التي سبقت هذا الصلح؟
كان المسلمون قد أحرموا واتجهوا إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة، ومعهم الهدى الذي سيذبحونه عند الانتهاء من العمرة والطواف ببيت الله الحرام، وتصدى لهم الكفار، ومنعوهم من دخول مكة ومن الطواف بالبيت الحرام.
وانتهى هذا التصدي بتوقيع صلح الحديبية بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفار مكة، وفيه تعهد الكفار .. بألا يتعرضوا للمسلمين ولا لحلفائهم .. ولا لنشر الدعوة الإسلامية .. ولا يتعرض المسلمون لحلفاء قريش ومن كان في حمايتها .. وكان هذا أول تعهد من كفار مكة ألا يتعرضوا للمسلمين.
إن الدعوة الإسلامية كانت محتاجة إلى حرية الرأي، وحرية الكلمة، وعدم التعرض لدعاة المسلمين بالقتل والتعذيب .. أما نشر الدين واعتناق الإسلام .. فإن الإسلام يملك من الأدلة ومن الهدى، ومن المنطق والحجة، ما يجعل كل من استمع إلى تعاليمه يعتنقه.

|نساء لهن مواقف||

|||أم سلمة||||
حينما تم توقيع صلح الحديبية .. أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين. بأن يذبحوا الهدى، ويحلوا إحرامهم، ولكن الحمية الدينية في داخلهم، والصلح الذي منعهم من الطواف ببيت الله الحرام .. أشعلت ثورة في صدورهم .. منعتهم أن يروا الحكمة في توقيع هذا الصلح .. وكيف أن الله سبحانه وتعالى جعل في هذا الصلح إشارة لانتصار الإسلام وفتح مكة.
لقد غابت عنهم الحكمة في أن الله سبحانه وتعالى منعهم من القتال .. لأن في مكة مسلمين يكتمون إسلامهم ويبقون إيمانهم في صدورهم، وأنه لو حدث قتال في هذا الوقت لقتل المسلمون بعضهم بعضاً وهم لا يعلمون .. وفي ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى:
[{هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا "25"} (سورة الفتح)]
وهكذا بين الله سبحانه وتعالى للمسلمين .. الحكمة في أنه منعهم من القتال يوم صلح الحديبية، لأن هناك رجالاً مؤمنين ونساء مؤمنات في مكة يكتمون إيمانهم .. وقوله تعالى:
[{لَوْ تَزَيَّلُوا }]
أي لو كانوا معروفين ويجمعهم مكان واحد بحيث يكونوا مميزين عن الكفار .. وقول الحق تبارك وتعالى:
[{أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ }]
أي تقتلونهم وأنتم لا تعلمون أنهم مؤمنون، وقوله سبحانه:
[{فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ }]
أي تشعرون بالعار والخزي .. لأنكم قتلتم مؤمنين .. ولذلك كانت الحكمة من عدم الإذن بالقتال يوم صلح الحديبية.
ثم يبين لنا القرآن الكريم كيف أن الله جل جلاله هو الذي أنزل السكينة على رسوله وعلى المؤمنين حتى لا يقاتلوا .. فيقول سبحانه:
[{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى .. "26"} (سورة الفتح)]
نقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر المؤمنين بأن يذبحوا الهدى، ويحلوا إحرامهم، ولكن أحداً منهم لم يفعل ذلك، فدخل الرسول عليه الصلاة والسلام على زوجته أم سلمة بنت أبي أمية وهو شديد الغضب، فقالت: مالك يا رسول الله؟ فلم يرد .. فكررتها عدة مرات. حتى قال صلى الله عليه وسلم: "هلك المسلمون، أمرتهم بأن ينحروا ويحلقوا فلم يفعلوا" فقالت أم سلمة: "يا رسول الله لا تلمهم فإن داخلهم أمراً عظيماً مما أدخلت على نفسك من المشقة في أمر الصلح ورجوعهم بغير فتح يا نبي الله اخرج ولا تكلم أحدا منهم، وانحر هديك وأحلق رأسك ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وقام المسلمون فنحروا وحلقوا.
وهكذا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ برأي زوجته "أم سلمة" في أمر من أشق الأمور وأشدها .. ولو كان عقلها ناقصاً .. نقص ذكاء أو نقص استيعاب ما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأيها. ولكن نقص العقل في الحديث الشريف معناه: أنها تفعل أشياء تقف العقل عندها، وإنما تفعلها بالعاطفة.
ولكي نفهم معنى الحديث الشريف، لابد أن نعرف ما هو العقل؟ ليفهم الناس من التسمية مهمة العقل. إن العقل مأخوذ من العقال، وهو مقود الجمل الذي لا يجعله يسير على غير هدى، إنما يخضعه لمشيئة راكبه.
الجمل لو ترك على هواه بغير عقال .. لجرى هنا وهناك، وكلما رأى عشباً مثلا انطلق إليه .. يسير يمينا ويساراً .. ولا يصل أبدا إلى المكان الذي يريد صاحبه أن يصل إليه، ولكن مهمة العقال أن يحكم حركة الجمل، بحيث يسير في الطريق المرسوم الذي يوصله إلى الغاية المطلوبة، فإذا انحرف يميناً أو يساراً استخدم راكبه العقال ليجعله يسير في الطريق السليم. وهذه مهمة العقل .. مهمته أن يكبح شهوات النفس، ويجعلها تسير في الطريق المرسوم.
أما الرجل فحياته عقلانية أكثر من المرأة، لأن مهمته هي السعي على الرزق، فلابد أن يرتب الأشياء ترتيباً عقلياً لا مكان فيه للعاطفة .. فإذا لم يكن معه إلا بضعة جنيهات حتى آخر الشهر، وجاء ابنه أو ابنته، وطلبا منه شيئاً فإنه لا يعطيهما .. فإذا ألحا في الطلب انفعل عليهما، لماذا؟ لأنه حكم عقله بما هو مطلوب منه، وأخذ الطريق الذي لا عاطفة فيه.
لنفرض أن الابن أو الابنة ذهب إلى الأم وطلب نفس المطالب، ونزلت دموعه، ماذا يحدث؟. إذا لم يكن معها مال تقترض .. تذهب إلى الجارات لتشترك في جمعية .. تحايل بشكل أو بآخر .. حتى تأتي لابنها أو لابنتها بما طلبوا.
المهم أنها عندما تفكر بعقلها تغلب عليها العواطف .. بل قد تندفع بعاطفتها لإرضاء أولادها .. حتى أنها قد تقترض، وهي لا تعرف من أين سترد القرض؟ أو من أين تدفع أقساط الجمعية؟ والمهم في هذا كله أن تفكيرها .. يكون خاضعاً دائماً للعاطفة وليس للعقل، بحيث لا ترتب الأحداث ترتيباً عقلياً.

إننا نرى الأولاد إذا احتاجوا شيئاً، وعلموا أن أباهم لن يوافق لأي سبب من الأسباب .. أسرعوا إلى الأم هي التي تأتي لهم بالموافقة .. وهي بعاطفتها تؤثر على الأب.
وإذا أردنا أن نأخذ مثلاً آخر .. لنفرض أن الأب عاد إلى بيته متعباً، يريد أن ينام ويستريح، وإذا بطفله الرضيع يبكي، أول شيء يفعله الأب هو أن يبحث عن مصلحته كما يدله عليها عقله .. إنه يريد أن ينام، وليده عمل في الغد فيذهب إلى حجرة أخرى لينام.
ورغم أن هذا هو التصرف الفعلي السليم، فإن الأم لا تفعله أبدا مهما كانت متعبة أو مجهدة، فإنها تبقى ساهرة بجوار ابنها .. بل إنها لو كانت مرتبطة بموعد هام، وهي في طريقها إلى الباب ووجدت درجة حرارة ابنها ارتفعت ارتفاعاً كبيراً فجأة .. نجد أن الأب يذهب إلى الموعد حتى ولو كان هو يقوم مقام الأب والأم، في حالة وفاة زوجته، ولكن الأم مستحيل أن تفعل ذلك.
وتستطيع أن تقيس على هذا مئات الأحداث التي تقع كل يوم، وتقارن فيها بين موقف الرجل والمرأة، لتجد أن عاطفة المرأة أقوى من عقلها.
لماذا؟ لأن هذه مهمتها في الحياة، ولو لم تكن العاطفة أقوى من العقل في المرأة، لما سهرت الليالي بلا نوم بجوار ابنها المريض، ولما عاشت وتحملت لتبقى مع زوجها وأولادها في الأزمات، ولما استطاعت أن تتحمل مشقة التربية وصعابها.
إن تضحية الأم من أجل أولادها، شيء لا يمكن إذا حكمنا فيه العقل أن يحدث، ولكن العاطفة وجدت هنا لتؤدي المرأة مهمتها، <ولذلك عندما سأل أحد الرجال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال الرسول عليه الصلاة والسلام: أمك .. فقال الرجل: ثم من؟ .. فقال الرسول: ثم أمك .. فقال الرجل: ثم من يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم ثم أمك .. وسأله الرجل: ثم من؟ قال: ثم أبوك .."><وقال صلى الله عليه وسلم: "الجنة تحت أقدام الأمهات">

|||أم علقمة||||
مرض أحد شباب الصحابة واسمه علقمة .. اشتد مرضه وأرسلت زوجته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زوجي علقمة يعاني سكرات الموت. فأرسل رسول الله عليه الصلاة والسلام عماراً وبلالاً وصهيبا. وقال لهم: لقنوه الشهادة .. فجاءوا إليه فوجدوه في النزع الأخير، فجعلوا يلقنونه الشهادة فلا يستطيع النطق بها. فعادوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبرونه بذلك .. فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: هل من أبوية أحد حي؟ قيل: يا رسول الله له أم كبيرة السن، فأرسل إليها رسول الله عليه الصلاة والسلام من يقول لها: إن قدرت على المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذهبي إليه، وإلا فانتظريه في المنزل حتى يأتيك، فقالت المرأة: نفسي لنفسه الفداء .. أنا أحق بإتيانه.
ثم قامت فتوكأت على عصا وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلمت فرد عليها السلام وقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: يا أم علقمة اصدقيني القول .. وإن كذبتني جاء الوحي من الله بالحقيقة .. كيف كان حال ولدك علقمة؟ قالت: يا رسول الله كان كثير الصلاة .. كثير الصيام .. كثير الصدقة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما حالك معه؟ قالت: يا رسول الله أنا عليه ساخطة .. قال: ولمَ؟ قالت: يا رسول الله كان يؤثر زوجته علي .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن سخط أم علقمة على ولدها حجب لسان علقمة عن الشهادة.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بلال انطلق واجمع لي حطباً كثيراً .. فقالت أم علقمة: وما تصنع به يا رسول الله؟ قال: سنحرق ابنك في النار. فقالت أم علقمة: يا رسول الله إنه ولدي، ولا يحتمل قلبي أن يحرق بالنار، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى، ونار الدنيا أهون من نار الآخرة. إن أردت أن يغفر الله له فأرضي عنه، فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته مادمت عليه ساخطة. قالت: يا رسول الله فإني أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق إليه يا بلال، فانظر هل يستطيع أن ينتطق بشهادة لا إله إلا الله أم لا، فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء مني.
وانطلق بلال فسمع علقمة .. وهو ينطق بالشهادة. ومات علقمة في يومه، فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضر دفنه وصلى عليه .. ثم قام على قبره وقال: يا معشر المهاجرين والأنصار .. من فضل زوجته على أمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً إلا أن يتوب إلى الله عز وجل، ويحسن إليها ويطلب رضاها. فرضى الله عز وجل في رضاها. وسخط الله عز وجل في سخطها.
وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر .. فلما رقى درجة قال: أمين .. ثم رقى أخرى فقال: آمين. ثم رقى درجة ثالثة فقال: آمين .. ثم قال: "أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد تعس من أدرك رمضان ولم يغفر له .. قال: آمين. فقلت: آمين. قال جبريل: تعس من أدرك والده عند الكبر ولم يدخل بهما الجنة قل: آمين. فقلت: آمين .. قال جبريل: تعس من ذكرت عنده فلم يصل عليك قل: آمين. فقلت: آمين".

|حوار حول المرأة||
قالت أم سلمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبرني يا رسول الله عن قول الحق عز وجل:
[{وَحُورٌ عِينٌ "22"} (سورة الواقعة)]
فقال عليه الصلاة والسلام "حور" معناها بيض و"عين" .. أي ضخام. شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر .. قالت أم سلمة: أخبرني يا رسول الله عن قوله تعالى:
[{كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ "58"} (سورة الرحمن)]
فقال النبي عليه الصلاة والسلام: صفاؤهن كصفاء الدر "أي: اللؤلؤ" الذي في الأصداف الذي لا تمسه الأيدي .. وقالت أم سلمة: يا رسول الله أخبرني عن قوله تعالى:
[{فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ "70"} (سورة الرحمن)]
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيرات الأخلاق حسان الوجوه .. فقالت أم سلمة: فأخبرني يا نبي الله عن قوله تعالى:
[{كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ "49"} (سورة الصافات)]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رقتهن كرقة الجلد الذي في داخل البيضة مما يلي القشر".
قالت أم سلمة: أخبرني يا رسول الله عن قوله تعالى:
[{عُرُبًا أَتْرَابًا "37"} (سورة الواقعة)]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هن اللاتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصاً شمطاً خلقهن الله يوم القيامة بعد الكبر فجعلهن عذارى .. عرباً متعشقات محببات .. أتراباً على ميلاد واحد .. أي في سن واحدة.
فقالت أم سلمة: يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام: "بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة"..
فقالت أم سلمة: يا رسول الله وبم ذلك؟ قال عليه الصلاة والسلام: "بصلاتهن وصيامهن لله عز وجل، ألبس الله وجوههن النور، وأجسادهن الحرير .. بيض الألوان .. خضر الثياب .. صفر الحلي .. مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب .. يقلن: نحن الخالدات .. فلا نموت أبدا، ونحن الناعمات .. فلا نبأس أبدا، ونحن المقيمات فلا تظعن أبدا .. ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً .. طوبى لمن كنا له وكان لنا".
قالت أم سلمة: يا رسول الله، المرأة منا قد تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة في الدنيا، ثم تموت فتدخل الجنة، فمع أي الأزواج تكون؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة أنها تخير، فتختار أحسنهم خلقا. فتقول: يا رب إن هذا كان أحسن خلقاً معي، فزوجنيه، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة.
وهكذا نرى أن وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بأنهن ناقصات عقل ودين معناه: أن المرأة تفعل أشياء بعاطفتها يقف العقل عندها. أما مسألة الدين فهي بحكم طبيعة خلقها، تمر عليها أيام في الدنيا لا تؤدي فيها صلاة ولا صياماً .. وهذا ليس عيباً .. لأن الله خلقها هكذا .. فهذه طبيعتها لتؤدي مهمتها في الحياة.
إذن: فالمسألة شرح لطبيعة المرأة، وليس محاولة للانتقاص منها، وإلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ برأي أم سلمة في صلح الحديبية.
إن من يحاول تفسير هذا الحديث النبوي الشريف على أنه طعن في المرأة، يكون قد جانبه التوفيق، ولم يفهم معنى الحديث، ولا ما هو المقصود بالنقص في العقل والدين!
إن الله سبحانه وتعالى قد جعل لكل من الرجل والمرأة مهمته في الحياة، وتم الخلق ليناسب هذه المهمة، فالرجل لأنه يسعى في سبيل الرزق محتاج لأن يحكم عقله وحده دون عاطفته، حتى يستطيع أن يحصل على الرزق، ويوفر للأسرة احتياجاتها ..
والمرأة لأنها هي التي تحنو وتربي، وهي السكن، لابد أن تكون عاطفتها أقوى، لتؤدي مهمتها، ومن تمام الخلق، أن يكون كل مخلوق ميسراً لما خلق من أجله.

الكاتب: كتاب المرأة في القرآن

عدد المشاهدات: 8233
تاريخ المقال: Friday, October 5, 2007
التعليقات على العاطفة بين العقل والدين (1)

noorSunday, December 9, 2007

حقا لا اله الا الله ... سبحان الله ع نعمته جعل لكل مخلووق صفات تسيره في الدنيا ....

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
15918

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

سجل في النشرة الاخبارية في نور الله